تنظم منذ أيام الشاعرة والإعلامية سلوى لميس مسعي جلسات بيع بالتوقيع لكتابها «مسروق من النعاس» الصادر السنة الماضية عن دار الألمعية للنشر والتوزيع بقسنطينة، ضمن فكرة جديدة وهي المقاهي الشعبية اعتمدتها الكاتبة للخروج من حصار القاعات بمفهومها الضيق للثقافة وتركيزها على فضاءات مفتوحة ، من شأنها نقل الأدب والفن إلى الشارع والاحتكاك بطبقات ونخب متنوعة في أفكارها ومنظورها للمعرفة من خلال جلسات للبيع بالتوقيع لمجموعتها الشعرية .
وقالت الكاتبة أن الأمر يتعلّق بمبادرة شخصية، في غياب اهتمام المكاتب العمومية ودور الثقافة، فلجأت إلى التنسيق مع من وصفتهم بمثقفي الهامش الذين  يملكون مقاهي أو يتعاملون معها لخلق أجواء جديدة بالمجتمع وفتح «المقهى» بمفهومها الشعبي على معالم مختلفة .
وتعد ولايات عنابة وسكيكدة وتبسة والطارف هي نقاط الجولة الثقافية التي مرت بها لميس حيث مزجت الشعر بالموسيقى في جلسات ضيوفها زبائن عاديون لا تربطهم في الغالب علاقة مع الأدب والموسيقى والندوات الفكرية لكنهم قبلوا المبادرة وتفاعلوا معها من حيث أنها حدث جديد على مستوى هذه العلاقة.
ونجحت الأخيرة في نشر العدوى في ولايات أخرى حيث من المنتظر أن تنزل ضيفة على أحد المقاهي بمدينة تيسمسيلت غرب الجزائر لتعود إلى عنابة ومنها إلى سطيف ثم ورقلة .
وعن أجواء جولاتها ذكرت أنها تحس بأنها تحدث اختلافا في الواقع الثقافي الذي تعيشه مؤكدة أنه من شأن المبادرات الثقافية الفردية تعبئة المخزون الاجتماعي وتغييره من زوايا عديدة .
وبخصوص كتابها الذي تعاونت فيه مع التشكيلي علي يماني من تيارت من حيث لوحة الغلاف قالت :»المجموعة محاولة لاقتناص لحظات هاربة في زحمة الأسئلة والقلق، محاولة الكتابة ولو بصوت خافت ومؤانسة وحدة المعاني في جلالة صمتها الحالك، سفر جميل وممتع بقدر عسر ولادته هو عودة لشخوص وأمكنة وأشياء عبرت يوما دون أن أراها وربما عودتي إليها رهان تشابهنا في لحظة غيب ما، وتضيف ليست مجردة من فرصة التلاقي حتى مع الأشياء الصامتة وحتى بعد اكتشاف موتي، وقالت أشركت فنانا تشكيليا وهو النحات علي يماني من تيارت في العودة مثل طائر السنونو إلى العش المهجور ولعل لوحة الغلاف التي صممت خصيصا لهذه المجموعة، ورغم خراب هوامشها ـ تقول الكاتبة ـ فإن الميت خرج من قبره المنسي مسلوبا من رقدته الأخيرة إلى الحياة من خلال لحظة التفكير ليس يبتغي منها سوى القناعة بوصف المعرفة لحظة شك متحولة، يخرج الميت إذن من قبره جالسا فوق خراب سقفه ” بيته تحت الأرض” كي يعيد النظر في توتراته، وهنا تترجم لوحة يماني إعادة النظر في الحياة نفسها وفي الموت بوصفه نهاية حتمية، وهي الفكرة التي تظهر في بعض المقاطع على غرار” كيف نسي صوته في وحشة القبور وما كتب على شواهدها هو الذي لا يهدأ أبدا في – نسيان – في الصفحة 110/  وأيضا ” توابيت تروي أحجياتها للأتربة، الجغرافيا ضفة/)، إلى أن تقول “أيتها العقارب وأنت تهبين للمسامة وجع خدوشك، هبي للزندقة حدودا” وتضيف “فاض الخواء في الأمكنة، سارع القمر السماوي يروي للزبد شبحا من هنا عبر..” ص 112.                 ق-ث

الرجوع إلى الأعلى