تم مساء أمس بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة ،عرض فيلم "البوغي" للمخرج علي عيساوي، أمام جمهور قسنطيني غفير انتظره بشغف، لكونه يؤرخ لإحدى أشهر قصص الحب و الحرب بمدينة الجسور المعلقة ، التي تغنى بها أعمدة المالوف،   و نال العمل إعجاب الكثيرين،  فيما انتقد البعض عددا من المشاهد.
قبل العرض  قدم فنان المالوف و بطل الفيلم عباس ريغي ، وصلة غنائية تضمنت أغنية "نجمة" التي تلخص قصة العمل ، فتفاعل مع أدائه الكثيرون ، ليتم بعد ذلك  تقديم العرض الذي استغرق أكثر من 120 دقيقة ،  نجح خلاله المخرج علي عيساوي في إبراز جمالية قسنطينة القديمة ، بتقنيات تصوير عالية ، و جودة في الصوت، وكذا انسجام بارز بين الممثلين، الذين و بالرغم من اختلاف لهجاتهم، إلا أن ذلك لم ينعكس سلبا على أدائهم و على الفيلم .
صفق الكثيرون  لعديد المشاهد، خاصة تلك التي تميزت فيها الممثلة صبرينة التي أبدعت في أداء دور الخادمة ، بالإضافة للمشاهد التي تألقت فيها الممثلة الشابة سارة لعلامة و كذا الممثل الكوميدي عنتر هلال و غيرهما، حيث أعرب عدد من الحضور عن إعجابهم بالعمل، فيما انتقد البعض الآخر عددا من المشاهد من بينها مشهد "نجمة" وهي تطهو "الكسرة" ، مرتدية قندورة القطيفة القسنطينية التقليدية التي لا ترتديها عادة المرأة القسنطينية إلا في المناسبات .  
" البوغي"  مستوحى من دراما موسيقية مالوفية على خلفية الحملتين الفرنسيتين اللتين استهدفتا المدينة، و انتهت الأولى بانتصار القسنطينيين و الثانية بهزيمة كلفت السكان سقوط المدينة، كما تؤكد المراجع التاريخية، و خلال هذه الفترة تولد قصة حب تعد الأشهر في تلك الحقبة بطلها شاب يدعى ساعد قام بدوره الفنان عباس ريغي ،  يقطن بمدينة عنابة و يمتهن حرفة الطرز، ليغادر بعدها مسقط رأسه، متجها إلى مدينة الصخر العتيق، ليتابع تعلم حرفته عند مختص يدعى  الحاج الطاهر ، و لدى إقامته بالمدينة، يقع في حب ابنة عائلة ثرية تدعى نجمة، التي تقمصت دورها الممثلة سارة لعلامة.
قصة الحب بين نجمة الفتاة ذات الجمال الرائع، و ساعد، الفنان المبدع، بدأت ذات يوم عندما كانت نجمة في طريقها إلى الحمام، رفقة خادمتها، و مرت بالقرب من مقهى مغربي، فسمعت عزفا جميلا على العود ، فلم تتردد نجمة التي كانت ترتدي الملاية القسنطينية في إلقاء نظرة على العازف ساعد، فتبادلا النظرات ، و ولدت قصة حبهما .

مشاهد الفيلم أبرزت قصة الحب بين الطرفين و المشاكل التي تخللتها ، بعد أن تم اكتشاف أمرهما، بسبب خصلة الشعر التي أهدتها نجمة لساعد، و قام بعرضها في جلسة أصدقاء فتعرف عليها ابن عمها الذي كان يعتزم الزواج بها ، كما تميز الفيلم بإبراز المعارك التي وقعت بين الفرنسيين و الجزائريين، لتنتهي بزواج نجمة من ابن عمها و مقتل ساعد .
العرض الأول للفيلم عرف إقبالا كبيرا للجمهور الذي اكتظت به القاعة التي لم تتمكن من استيعاب العدد الهائل من الوافدين الذين بقوا خارجا، فيما فضل البعض الجلوس على سلالم القاعة، و قد تميز بحضور الأسرة الفنية و السلطات على رأسهم والي الولاية عبد السميع سعيدون، الذي أشرف في ختام العرض على تكريم الفنان عبد الحميد حباطي ــ الذي يعاني من المرض منذ فترة ــ نظير ما قدمه للفن القسنطيني خصوصا و الجزائري عموما ، داعيا الله أن يشفيه .
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى