رحل أمس، بمدينة واد سوف، الكاتب والأديب والباحث البروفيسور حسان الجيلاني، عن عمار ناهز الــ69 عاما. الراحل من مواليد 17 نوفمبر 1950، بتونس، جزائري الجنسية، تونسي المولد. له العديد من الشهادات العلمية التي تحصل عليها من جامعات مختلفة. تقلد عِدة وظائف ومسؤوليات إدارية. إذ عُين أوّل مرّة كمعيد بمعهد علم الاجتماع/جامعة قسنطينة يوم17 فيفري 1979. وفي 20 سبتمبر1985عُيّن نائب مدير بمعهد العلوم الاتصالية، جامعة قسنطينة. كما اشتغل في جامعة قسنطينة وبسكرة، وتقلد وظائف ومناصب في جامعة ليبيا في سنوات سابقة. وهذا منذ 20 نوفمبر 1994 الفترة التي انتقل فيها إلى الجماهيرية الليبية وهناك عُين أستاذا بكلية التربية في قسم عِلم الاجتماع/ جامعة الفاتح بطرابلس. وفي 31 ديسمبر 1997 عُين أستاذا بقسم علم الاجتماع، جامعة بسكرة. اُنتخب رئيسا للمجلس العلميّ لكلية الآداب والعلوم الاجتماعية يوم 05/10/2004، بجامعة محمّد خيضر بسكرة. كما اُنتخب رئيسا للجنة العلمية لقسم عِلم الاجتماع بنفس الجامعة يوم 05/03/2006. وفي أكتوبر 2007 إلى 15 نوفمبر 2009 اُنتخب رئيسا للجنة العلمية لقسم الإعلام والاتصال، بنفس الجامعة دائما، وفيها كان يعمل أستاذا للتعليم العالي بكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية/قسم علم الاجتماع.
للكاتب والباحث نشاطات ثقافية كثيرة، فقد شارك طوال مشواره الجامعي والأدبي في الكثير من الملتقيات والندوات الوطنية والدولية. كما كان عضو اتحاد الكتاب الجزائريين. وعضو الجمعية العربية لعِلم الاجتماع. كتب عشرات المقالات والأبحاث في الصحف الوطنية والعربية. كما كان رئيس وحدات بحث جامعية كثيرة على مستوى جامعة بسكرة، وجامعة الوادي.
للراحل مؤلفات متنوعة، في فرع الأبحاث والدراسات الاجتماعية، نذكر منها: “التنظيم غير الرسميّ في المؤسسات الصناعية (بحث سوسيولوجي)” صادر عن ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1988. “التنظيم والجماعات”، عن دار الفجر للنشر والتوزيع، القاهرة، 2008. “الجماعات: دراسة نفسية اجتماعية للجماعات غير الرسمية” عن دار هومة، الجزائر، 2008. “منهجية العلوم الاجتماعية” (بالاشتراك)، عن مطبعة دار الهدى، عين مليلة، 2004. “أسس البحث العلمي” (بالاشتراك) عن ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر، 2007. “محاضرات في المنهج والبحث العلمي” (بالاشتراك) ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر، 2007. “أسس المناهج الاجتماعية”، (بالاشتراك) دار الفجر للنشر والتوزيع، القاهرة، 2012. “المناهج الأساسية في البحوث الاجتماعية”، (بالاشتراك) عن نفس الدار، 2012. “دليـل الدراسـة بالخارج”، مطبعة البعث، قسنطينة، 1997.
أمّا في فرع الروايات فنجد: “لقاء في الريف”، عن مطبعة البعث، قسنطينة، 1980. “مراهق في الصحراء”، عن مديرية الثقافة لولاية الوادي، الطبعة الأولى، مطبعة مزوار، الوادي، 2012. “غرام زهور”، عن دار هومة 2008. أمّا في فرع القصص، فنجد: “طالب فقد ظله”، عن وزارة الثقافة، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، الرغاية، الجزائر، 2007. كما أنجز الراحل “ملحمة الشيخ الهاشمي الشريف”، صدرت عن وزارة الثقافة، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، الرغاية، الجزائر، 2007. كما له إسهامات في التراث، من بينها إصداره “من التراث الغنائي بوادي سوف”، صدر عن شركة الشهاب، باتنة، 1987.
وفي باب الرحلات والمذكرات ألف الراحل: “رحلة العناء بين الماء والسماء” عن دار السويدي للنشر، أبو ظبي، 2004. “عائد من الصحراء الغربية” عن وزارة الثقافة، الجزائر، 2007. “رحلتي إلى الحج”. “قصة العودة”، مذكرات، الجزء الأول، دار هومة، الجزائر، 2011. “قصة العودة”، مذكرات، الجزء الثاني، دار هومة، الجزائر، 2013.
من مؤلفاته المهمة، كتاب “قضايا اجتماعية معاصرة” صادر عن ديوان المطبوعات الجامعية وفيه تعرض الكاتب إلى تحليل موضوع السوسيولوجيا والعمران البشري، حيث نبّه إلى ضرورة قيام العمران البشري كما بشر به ابن خلدون بدلا من السوسيولوجيا. أمّا الموضوع الثاني، في الكتاب فتطرق فيه الباحث إلى علم الاجتماع في الوطن العربي حسب وجهة نظر الباحث السوسيولوجي “محمّد محمود الجوهري”. وتناول الموضوع الثالث عِلم الاجتماع من خلال تجربة الباحث الشخصية، ورؤيته الخاصة. في حين تناول في الرابع الجماعة، والفرد، والتماسك، وفي الخامس تعرض إلى نشأة وتكوين التنظيمات غير الرسمية، وتناول في السادس انتقال الأخبار بين الاتصالات والشائعات، وفي السابع تعرض للإبداع والمجتمع، وفي الثامن تناول تفاعل التنظيم الرسمي بالتنظيم غير الرسمي، أمّا التاسع فقام فيه بتحليل دور الجماعات الصغيرة وأهدافها، وتعرض في الموضوع العاشر لتحليل التربية وتحدي العولمة، وتطرق في الموضوع، الحادي عشر إلى الإبداع بين الدين والسلطة، أمّا الموضوع الثاني عشر فتناول فيه بناء الجماعات الصغيرة ومعاييرها، وتعرض في الثالث عشر إلى الأنساب في الدراسات الاجتماعية، أمّا الموضوع الرابع عشر فتناول فيه محوّر التغير الثقافي في المجتمع الصحراوي (وادي سوف نموذجا)، أمّا في الخامس عشر فتعرض إلى مقدمة في المجتمع المدني، أمّا السادس عشر والأخير فتناول فيه مدخل لتحليل المضمون. وهكذا ينتهي تحليل موضوعات هذا الكتاب كما وضعها مؤلفه. ويعتبر الكتاب من بين أهم مؤلفاته. إلى جانب العديد من الكُتب في التراث والأدب والشّعر، والمقالات الفكرية والأدبية،  كما له إسهامات كثيرة في اختصاصه، أي في عِلم الاجتماع. الراحل وري الثرى عصر أمس بمقبرة أولاد أحمد
بواد سوف.                                                                           نـوّارة لحــرش

الرجوع إلى الأعلى