كشف الممثل المسرحي سليم بووذن أنه يسعى حاليا، لإخراج أعماله من دائرة المحلية الضيقة، لإضفاء أبعاد وطنية و مغاربية عليها، مؤكدا بأن مونودرام «فكطوطوم» الذي قدم مؤخرا في عرض خاص  أمام نخبة من الفنانين و المثقفين، هو انطلاقة لتوجهه الجديد ، مشيرا إلى أنه سيشارك به في الطبعة الثانية من المهرجان الدولي للمونودرام الذي ستحتضنه قرطاج من 25 أفريل إلى 1ماي القادمين، كما سيقدمه في إطار جولات فنية وطنية و مغاربية، مشيرا إلى أنه يستعد بالموازاة مع ذلك، لتقديم عرض «راس المحنة» ، و هو من نوع مسرح الشارع، و من المنتظر أن يشارك به، كما قال، في مهرجانين بتونس و المغرب.
الفنان الذي يحمل في جعبته خبرة ثلاثة عقود بين أحضان أبي الفنون، أوضح للنصر، بأن المونودرام الجديد «فكطوطوم « ، يحمل بعدا وطنيا و مغاربيا مشتركا، لأن كاتب نصه و مخرجه هو المغربي عبده جلال، و السينوغرافيا و الملابس من توقيع التونسية كوثر الصحراوي ، أما الإنتاج فللتعاونية الثقافية الجزائرية ميلاف للمسرح و فنون العرض، و الإنارة و الصوت للتقني الجزائري محمد حربي.
انتفاضة خادم على الاستغلال و التعنت
وأضاف الممثل بأن مونودرام «فكطوطوم»، بمعنى الخادم، هو ثالث مونودرام يقدمه على الركح، بعد كل من «الطاهر الزبال» و «نوم الهنا»، و يعتبر هذا النوع من العروض صعبا جدا و يتطلب تركيزا و جهدا كبيرين، لأنه يحتم على الممثل رفع تحدي الوقوف بمفرده على الركح، و الاحتكاك المباشر بالجمهور، و السعي لجذبه إليه و إقناعه بما يقدمه له.
و بخصوص مونودرام «فكطوطوم»، قال سليم بووذن،  بأنه يجسد انتفاضة خادم ضد الاستغلال و الذل و «الحقرة» و الإهانة، مبينا بأنه تقمص عدة شخصيات  محورية في هذا العمل الذي يدور أساسا حول شاب فقير في ربيعه 18، ذهب إلى السوق ليشتري لخاله البطيخ الأحمر «الدلاع»، فصادف مجموعة من عناصر الدرك بصدد البحث عن العصاة الفارين من واجب الخدمة الوطنية، فنقلوه معهم و منذ ذلك اليوم لم يعد إلى بيته، و انقطعت أخباره عن أهله.
و أضاف بأنه أخضع في البداية للفحص الطبي، فاكتشف الطبيب بأنه غير مؤهل للخدمة لأن قدميه مسطحان، و التقى لاحقا بالمستشفى العسكري بنقيب، اقتاده إلى بيته ليعمل كخادم و طباخ و سائق و نادل ، ثم كممرض للنقيب الذي تمت ترقيته بمرور السنين إلى جنرال، عندما يمرض و يصبح طريح الفراش.
 و أشار المتحدث إلى أن الخادم يتعرض طيلة 42 عاما من الأعمال الشاقة، لمختلف الاعتداءات و الإهانات و الضغوطات و الاستغلال و العبودية في بيت العسكري المستبد، إلى أن فاض به الكيل و قرر أن يضع حدا لمأساته .
الخادم الذي بلغ الستين من عمره، و فقد شبابه و عنفوانه و صحته، دون أن يعيش كباقي البشر، استجمع ما تبقى من قواه و انتفض ضد الظلم والطغيان، وصرخ «لا أريد شيئا لي..أريد للأجيال القادمة أن تعيش بكرامة و حرية.. ».
و تابع الفنان بأنه قدم المونودرام، كراو و ممثل في نفس الوقت، على شكل سيرة ذاتية و بوح و سرد لمسار، لم يختره البطل بل قذف إليه، مشيرا إلى أن العمل لا يرمز لأي بلد أو شخصية بعينها، بل يحمل رؤية اجتماعية و فلسفية، أكثر منها سياسية.  
و أوضح بووذن بأن العرض الخاص، ما قبل الأول للعمل، قدم مؤخرا أمام نخبة من الفنانين و المثقفين على ركح مسرح العلمة الجهوي،  على نطاق ضيق، إثر تدريبات تعتبر قياسية، لأنها لم تتجاوز الأسبوع بالمركز الثقافي لحمام السخنة، وينوي مواصلة التدريبات، ليتم عرضه ضمن جولة فنية وطنية و مغاربية، إلى جانب المشاركة به في مهرجان المونودرام بقرطاج .
تجسيد أغنية "راس المحنة" بمسرح الشارع
عن مشاريعه قال المتحدث بأنه يستعد لتجسيد عرض يدرج ضمن مسرح الشارع مع زميليه محمد حربي و أمين زرقان، مشيرا إلى أن فكرته مقتبسة من أغنية تراثية مأخوذة من الشعر الشعبي، أداها قبل عقود المغني عمر البار، تحمل عنوان «راس المحنة»، و يتم تكييفها مع العصر الراهن، ليكون أبطالها ثلاثة منقبين عن المعادن بواسطة جهاز، يشير إلى وجود معدن في مكان ما، و عندما يحفرون يجدون جمجمة اخترقتها رصاصة..و أضاف المتحدث بأنه من المنتظر أن يشارك بهذا العرض في مهرجانين بتونس و المغرب.
عن مشاركاته التليفزيونية، قال سليم بأنه سيكون حاضرا في شاشة رمضان المقبل، بمسلسل «دشرة زكي» الذي تقمص أحد شخصياته، بمعية كوكبة من الفنانين، على غرار زينب عراس، و هو من إنتاج الفقيد يوسف قويسام خلال سنة  2015
   إلهام.ط

الرجوع إلى الأعلى