افتتحت فرقة الستار الذهبي لولاية مستغانم، نهاية الأسبوع، فعاليات الأيام الوطنية لمسرح و إبداع الطفل في طبعتها الأولى بولاية بومرداس، في أجواء احتفالية بهيجة، جمعت بين الفرجة، المتعة و الفائدة، و شهدت تكريم أحد أبرز الوجوه الفنية في عالم المسرح.
و قد انطلقت فعاليات التظاهرة على مستوى مدينة أولاد موسى، باستعراض كبير للفرق المشاركة ، مع تقديم عروض لبهلوانيين و أخرى للفروسية بوسط مدينة أولاد موسى، وصولا إلى دار الشباب التي احتضنت مراسيم الافتتاح الرسمي الذي شهد حضور جمع غفير من أهل الفن و المواطنين.
عرف حفل الافتتاح الإعلان عن أسماء الفرق المشاركة في التظاهرة التي تشرف على تنظيمها جمعية أمل للحماية الاجتماعية لبلدية أولاد موسى ، بالتنسيق مع مديرية الثقافة بدعم من صندوق دعم الإبداع الفني و الأدبي التابع لوزارة الثقافة، كما تميز بتكريم خاص حظي به الفنان المخرج المسرحي عبد الغاني شنتوف، رئيس فرقة المسرح الجديد ليسر، في التفاتة وصفت بالمشرفة، لأحد من ساهموا في خدمة الخشبة لسنين طويلة، و قد دعا الجيل الجديد للمضي قدما بكل ثبات، لتقديم أعمال ترتقي بالمسرح الجزائري.
الأيام الوطنية الأولى لمسرح و إبداع الطفل و التي تأتي تحت شعار “العيش معا في مسرح و سلام”، دشنتها فرقة الستار الذهبي لولاية مستغانم التي تتنافس  تتنافس على الجائزة الكبرى و المتمثلة في الكتاب الذهبي مع بقية الفرق المشاركة، فقدمت العرض الشرفي لمسرحية “آلام و آمال” من تأليف و إخراج عبد الرزاق قوادري هباز، بمشاركة ممثلين جمعوا بين جيلي الشباب و المراهقين، قدموا و على مدار ساعة تقريبا عرضا خاطبوا من خلاله الطفولة المبكرة، و ألهموا المراهقين، كما نجحوا في استمالة قلوب الكبار،  فصفقوا طويلا لما عرضوه من مواقف نبيلة و رسائل إيجابية عرفوا كيف يوصلونها للمتفرجين، رغم اختلاف  أعمارهم. و ناقشت مسرحية “آلام و آمال” وضعية فرقة موسيقية تعاني من مشكل تأخر أحد عناصرها و هو عادل عازف الناي بسبب صعوبة حركته، لكونه يعاني من إعاقة على مستوى الرجل اليمنى، مما يدفع بأعضاء الفرقة للبحث عن حل، قالوا في البداية بأنه يكمن في بيع الآلات الموسيقية التي يمتلكونها و التي تعد ملكا لصديقتهم ديما ، بعد أن ورثتها عن والدها المتوفي، غير أن هذه الأخيرة ترفض ذلك في البداية، لتعلقها بها كذكرى عزيزة، ثم ترضخ لمطلب الأصدقاء، إلا أن السعر الذي اقترح عليها لم يكن يوازي قيمة تلك الآلات، ما جعلها و أصدقاؤها يتراجعون عن الفكرة.
الفريق حاول البحث عن حلول أخرى عبر مساهمة الجميع، كل حسب امكاناته، لتوفير مبلغ من أجل شراء كرسي متحرك لعادل، و اقترح أحدهم في النهاية المشاركة في مسابقة الكمان الذهبي، لعلهم يفوزون بالجائزة الأولى التي تضمن لهم شراء هذا الكرسي، فقدم أعضاء الفرقة عرضا مكنهم من الفوز بها حقا بفضل عازف الناي عادل المعاق، و الذي صار يملك كرسيا متحركا أصبح يساعده على الوصول في الوقت المناسب للتدريبات، لتنتهي المسرحية التي تخللتها وصلات موسيقية و أغان تمجد الأمل، وسط ديكور بسيط صنعته قيثارة ذهبية عملاقة. أما في اليوم الثاني من التظاهرة، فقد تم تقديم أنشطة ترفيهية لفائدة الأطفال، بينها باقة غنائية متنوعة للأطفال من تقديم الفنانة طاطا نجوى، ثم قدم أول عرض في إطار المنافسة و هو “حنين و الخياط” للجمعية الولائية ثقافة و فنون لولاية تيسمسيلت.
يذكر أن فعاليات هذه الأيام التي انطلقت أمسية الأربعاء، تستمر إلى غاية اليوم السبت الموافق ل31 مارس الجاري، بمشاركة 8 فرق من ولايات تلمسان، باتنة، تيزي وزو، العاصمة، تيبازة، بومرداس، مستغانم و المسيلة، قدمت عديد العروض في إطار المنافسة و أخرى خارجها، تخضع لتقييم لجنة تحكيم متكونة من مختصين يقومون بانتقاء الفائز بجائزة “كتاب الذهب”، بالإضافة إلى توزيع جوائز تشجيعية لأحسن سينوغرافيا، أحسن نص، أحسن إخراج، و أفضل ممثل و ممثلة في التظاهرة التي تهدف، كما قال السيد وليد حميدي ، أحد أعضاء جمعية أمل المنظمة للتظاهرة، لحث الفرق المشاركة على الاستثمار في العمل الثقافي و الأدبي، و تحفيزها على الكتابة في مجال مسرح الطفل و دعم إنتاج النصوص المحلية لتطوير مسرح الطفل.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى