يتوفر متحف شرشال بولاية تيبازة على مجموعة أثرية ومنحوتات نادرة  في شمال إفريقيا، تضرب بجذورها إلى العصر الروماني، أين كانت هذه المدينة عاصمة للملك الروماني يوبا الثاني، ومن التماثيل النادرة التي يضمها هذا المتحف، حسب رئيسة مصلحة النشاطات والورشات البيداغوجية والاتصال بالمتحف سهام لعزيزي، تمثال الإمبراطور  أوغسطس أوكتافيوس وتمثال  باخوس و أبولون المقدس في عاصمة يوبا، وتمثال  ديانا الصيادة  و هرقل.
حسب المتحدثة، فإن هذا المتحف تم تدشينه في سنة 1908، في حين تم إدراجه  ضمن التراث الوطني المحمي سنة 1981، ثم تمت ترقيته إلى متحف وطني عمومي في سنة 2009، و أشارت رئيس مصلحة النشاطات بمتحف شرشال إلى أن هذه الآثار الموجودة في المتحف تم اكتشافها في سنة 1844، مع أشغال الحفريات والتنقيب التي عرفتها المنقطة، مضيفة أن هذه الآثار تم تخزينها بمسجد تعود ملكيته إلى عائلة بركاني، وبعد انهياره، إثر زلزال 1846، نقلت تلك التحف إلى مخزن يقع بشارع القيصرية، و تم تحويل عدد كبير منها من قبل الإدارة الاستعمارية إلى متحف اللوفر بفرنسا، كما حول عدد آخر منها إلى متحف الآثار القديمة والفنون الإسلامية بالجزائر العاصمة.
و ذكرت المتحدثة بأن المتحف بعد تشييده و فتح أبوابه للجمهور في سنة 1908 صممت بنايته على  شكل منزل روماني، يتألف من أربعة أروقة  للعرض بنوافذ تطل على فناء.
كما يحتوي المتحف إلى جانب التماثيل النادرة على مجموعة من الكنوز الأثرية الأخرى، منها لوحات الفسيفساء الرائعة  مثل فسيفساء «الأعمال الحقلية،  «الفاتنات الثلاث» و»انتصار بوخوس»،  و»ربات الفنون التسعة»، و»عوليس وعرائس البحر».
كما يحتوي المتحف، حسب نفس المتحدثة، على مجموعة من النقيشات والأنصاب الجنائزية، مثل نقيشة فنيقية، ونقيشة جنائزية لقاضي المملكة، ونقيشة تذكارية للبرج التركي.  
و تشهد المنحوتات المعمارية المختلفة التي يتوفر عليها المتحف الوطني بشرشال على روعة المنجزات التي تعود إلى فترة الحاكم الروماني يوبا الثاني، الملك الذواق الحامي للفن، وقد انعكس ذلك على تزيين عاصمته التي عاشت فترة مزدهرة.
وفي السياق ذاته أضافت رئيسة مصلحة النشاطات، أن متحف شرشال تحول إلى قبلة للسياح والباحثين، والوفود الأجنبية، حيث يستقبل سنويا آلاف الزوار للإطلاع عن قرب على حقبة تاريخية معينة، مرت منها الجزائر والمنطقة بصفة عامة.
 وفي نفس الوقت ينظم المتحف عدة نشاطات أخرى من خلال الورشات البيداغوجية الموجهة للأطفال و التلاميذ ، منها ورشة الرسم، ورشة الكتابات القديمة، ورشة الفسيفساء، ورشة القولية، وورشة الألعاب القديمة، كما يتوفر المتحف على الحقيبة المتحفية التي تتنقل إلى المدارس بهدف تعريف التلاميذ على ما يتوفر عليه من آثار وتماثيل مختلفة .                              نورالدين-ع 

الرجوع إلى الأعلى