الكاريكاتير مهمش بالجزائر و لم يحضر كما يجب خلال الحراك
يطمح الفنان التشكيلي بلال بوطبة إلى بلوغ العالمية، من خلال المشاركة في عديد المسابقات و المهرجانات التي تنظم عبر دول العالم،  سواء المتعلقة بالفن التشكيلي أو فن الكاريكاتير، بأعمال تدور معظمها حول الحياة اليومية و التراث و العادات و التقاليد الجزائرية العريقة، معربا عن فخره بحصد عديد الجوائز الدولية إلى جانب الولائية و الوطنية، و أسفه لأن فن الكاريكاتور على وجه الخصوص، لا يزال مهمشا ببلادنا .

و قال بلال ، صاحب 37 سنة،  المتحصل على شهادة التعليم الفني العام و الشهادة الوطنية للفنون الجميلة،  أنه يبحث باستمرار عبر مواقع الإنترنت، عن الإعلانات الخاصة بتنظيم مسابقات في الفن التشكيلي أو الكاريكاتور، و يراسل منظميها ، طالبا المشاركة في فعالياتها ، ما سمح له بعرض لوحاته و رسوماته عبر مختلف بلدان العالم، على غرار تركيا و بلدان الخليج العربي و غيرها، و يظل طموحه أن يصبح فنانا عالميا .
المتحدث أضاف أن أعماله الفنية بأنواعها، حظيت بإعجاب الفنانين و المتخصصين و الجمهور العريض، و توجت بالجوائز الولائية ، الوطنية و الدولية ، فكانت البداية في سنة 2002 عندما شارك في مسابقة الشريط المرسوم، ففاز بجائزة الشباب المبدع بالجزائر العاصمة.
و في سنة 2012، استطاع بلال افتكاك الجائزة الوطنية الأولى للفنون التشكيلية علي معاشي للمبدعين الشباب ، و في سنة 2013 تمكن من حصد جائزة أحسن ملصقة بالجزائر العاصمة أيضا، كما كانت له مشاركات بمسابقات دولية حصل خلالها على جوائز و تقديرات، على غرار جائزة الكاريكاتير العربي بقطر سنة 2012 فئة الشباب الهاوي ، و سنة 2018 فاز بالجائزة الكبرى بمسابقة فيدا للشريط المرسوم، و رحلة إلى كندا ، كما اختير رسمه حول الفريق الوطني كأحسن كاريكاتير سنة 2010 ، و غيرها من الجوائز و المسابقات .
مواهب لا تزال مغمورة لغياب أوعية لإحتوائها

يرى الفنان بلال بوطبة أن الكاريكاتير بالجزائر، بعيد عما يعيشه هذا الفن الراقي  من ازدهار بمختلف بلدان العالم، سواء الأجنبية و حتى بعض البلدان العربية على غرار تونس ، مصر ، لبنان و غيرها ، حيث اعتبره من الفنون التعبيرية  الساخرة التي لا تزال مهمشة، و لم تجد بعد مكانها الصحيح.
 و أضاف المتحدث أن هناك الكثير من المواهب الشابة تبقى  مغمورة ، بسبب غياب أوعية لاحتوائها لممارسة هذا الفن،  باستثناء الجرائد، و قال بهذا الخصوص أن الحصول على منصب عمل  كرسام كاريكاتوري بإحدى هذه الجرائد ، صعب  نظرا لاحتكارها من قبل بعض الأسماء المعروفة منذ سنوات ، إضافة إلى غياب مجلات و مسابقات الكاريكاتير ،  التي من شأنها إبراز هذه المواهب و أغلبها ترسم الكاريكاتير كهواية أو عمل إضافي مناسباتي ، و هو نفس  حال بالنسبة إلى بلال بوطبة الذي يعمل بالمكتبة العمومية للمطالعة مصطفى نطور بقسنطينة،  و يمارس هواية الرسم، كلما سمحت له الفرصة .
تزواج بين الصور الحقيقية و الكاريكاتير
بخصوص رسوماته الكاريكاتيرية،  قال بلال أنه من بين القلائل بالجزائر الذين يرسمون الكاريكاتير  على خلفيات صور حقيقية ، و هو ما يعطي حياة و حركية أكبر للصورة و بلاغة أكثر ، و أهم المواضيع التي تستهويه هي الواقعية ، كما يحب الحكم و المقولات الشعبية، و يقوم بتحويلها إلى رسومات  ساخرة .
و أوضح المتحدث أنه منذ صغره يعشق فن الكاريكاتير و يتابع على صفحات الجرائد إبداعات الفنانين في هذا المجال ، و أبرز الأسماء التي تلهمه  الكاريكاتريست أيوب ، و كذا رسام الكاريكاتير الأردني رائد خليل.
و يسعى دائما لتحسين مستواه من خلال الدراسة و المتابعة الدائمة لفن الكاريكاتير و ما يعرفه من تطور بمختلف أنحاء العالم، حسب المدارس الثلاث الكبرى لهذا النمط الساخر من التعبير ، و يحرص دائما على البحث عن مختلف المسابقات و مهرجانات الرسم و الكاريكاتير للمشاركة بها، حيث يعتبرها أفضل سبيل لممارسة هوايته و إظهارها إلى العالم و تفجير طاقاته الكبيرة.
«أحب «رسم البورتريهات بالشوارع»
«أحب رسم البورتريهات ، خاصة بالشوارع ، على طريقة كبار الرسامين بالعالم،  أتنقل عبر الطرقات لرسم الوجوه و ما تحمله من تعابير، لها الكثير من الدلالات « يقول  الفنان بوطبة، مؤكدا أنه لا يزال يمارس هذه الهواية  بشغف و تستهويه وجوه الناس و غالبا ما يقوم برسمها ، مشيرا إلى أنه أحبها منذ الصغر، و صقل موهبته بالانخراط في مدرسة الفنون الجميلة بقسنطينة،  و تخرج منها سنة 2005 بشهادة وطنية للفنون الجميلة ، حيث فاز بالمرتبة الأولى في دفعته،  و لا يزال إلى يومنا هذا يستهويه رسم البورتريه إلى جانب الكاريكاتير.
 و ذكر أن الحنين يشده دائما إلى اللوحة و الريشة و مزج الألوان ، و برصيده الكثير من الأعمال التي تعبر عن الحياة الاجتماعية،  بطريقة تحاكي الواقع، متأثرا بعدد من المدارس، خاصة الأوربية منها ، و بين الكاريكاتير و الفن التشكيلي تميل الدفة لهذا الأخير، الذي يجد بلال راحته فيه ، و مجالا كبيرا للتعبير و الإبداع، كما أكد.
يرى بلال بوطبة  ، أن الكاريكاتير كفن تعبيري ساخر، لم يكن له دور هام خلال الحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر ،  ولم يكن حاضرا كما يجب ، رغم أن هذا الفن يؤدي عبر العالم دورا هاما خلال التغيرات السياسية و الاجتماعية كلغة ساخرة تحاكي الواقع، بمنظور مغاير ، لكن بالجزائر غابت رسومات الكاريكاتير عن المسيرات السلمية التي تفننت خلالها كل فئات المجتمع في استعمال مختلف وسائل التعبير ، من شعارات و  صور باستثناء الكاريكاتير .
 و يرى المتحدث أن ذلك يؤكد ضعف هذا النمط من أنماط التعبير ، و الذي يحتاج، حسبه، إلى ثورة حقيقية ليتماشى مع الانفتاح الإعلامي و اكتساح التكنولوجيا لكل مجالات الحياة .الفنان أشار من جهة أخرى إلى مشكلة السرقة الفنية التي جعلت الكثير من رسامي الكاريكاتير الأحرار، حسبه،  يمتنعون عن نشر رسوماتهم، خوفا من سرقتها ، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث يكتفي أغلبهم بالاحتفاظ بها في الأدراج.
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى