يرى الممثل و المخرج المسرحي كريم بودشيش أن الدراما الجزائرية أضحت بعيدة عن المجتمع الجزائري ، فهي لا تحاكي الواقع الذي يعيشه المواطن ، بعدما انصب اهتمام المنتجين على الإبهار من خلال الصورة المبالغ فيها و المؤثرات الصوتية على حساب الحبكة الدرامية،  عكس ما كانت عليه الدراما في الثمانينات و التسعينات التي كانت تستقطب الملايين من المتفرجين رغم بساطة الإمكانيات.
دردشة / هيبة عزيون
. النصر : هل تغير عاداتك في رمضان؟
ـ كريم بودشيش: رمضان بالنسبة إلي هو شهر كباقي الشهور، لا أغير خلاله عاداتي، فأنا أنهض يوميا في الصباح، لأقوم بأشغالي المعتادة، فيما أحافظ على موعد القيلولة. عندما يحين موعد الإفطار، أتجنب الإفراط في الأكل، أما السهرات،  فغالبا ما أقضيها بالمنزل، فأنا لست من هواة السهر كثيرا. أحيانا أقضي بعض الوقت مع أصدقائي بالمقهى. عموما لا أقضي أوقاتا طويلة خارج البيت ليلا، إلا إذا كنت مرتبطا بتقديم بعض العروض.
. ما هي أطباقك المفضلة في رمضان؟
ـ كما قلت لك أنا لا أفرط في الأكل ، و أفضل تناول طبق الجاري طوال شهر رمضان الفضيل مع بوراكة، أما بقية الأطباق، فانا لست من عشاقها ، و قد أتناول القليل منها ،حسب الرغبة . و خلافا للكثير من الرجال الذين يستهويهم دخول المطبخ في رمضان، فأنا لا أدخله بتاتا، و لا أجيد الطبخ.
. هل ستعرض أعمالك المسرحية في رمضان؟
ـ حاليا أنا في جولة فنية عبر عدد من ولايات الوطن و هي وهران ، مستغانم ، سيدي بلعباس ، العاصمة و قسنطينة، لعرض مسرحية « ياليل « و هو عمل تم  إنتاجه السنة الفارطة ، لكن تقرر إعادة عرضه في جولة فنية خاصة بشهر رمضان ، فيما تم إلغاء الجولة الفنية للمسرحية الجديدة التي قمت بكتابة نصها و إخراجها « براكاج بيراط» ، بسبب الحالة الصحية للممثل حسان بوخروف،  و تم تأجيل عرضها الأول إلى وقت لاحق.
. هل تتابع  الأعمال الجزائرية التي تبثها القنوات الوطنية في رمضان؟
ـ بسبب ارتباطي بالجولة الفنية خلال رمضان، فأنا لم أشاهد لحد الساعة أي عمل،  لكن وصلتني أصداء عن بث عديد الأعمال التلفزيونية و تباينت الآراء حولها.
. ما رأيك في الإنتاج الدرامي الجزائري السنوات الأخيرة؟
ـ حسب تقييمي الشخصي، فإن الأعمال الدرامية المنتجة في السنوات الأخيرة لم ترتق إلى ما ينشده الجمهور ، فعلى الرغم من الإمكانيات و الميزانيات الضخمة المرصودة،  كل سنة تبتعد الأعمال عن الجمهور، فهناك هوة كبيرة بين المنتجين و المتفرجين ، و المواضيع المعالجة لا تحاكي واقع المجتمع الجزائري، حيث أصبح التركيز أكثر على الجانب الجمالي و الإخراجي، على حساب المضمون.
. حسب رأيك لماذا تغيب الأعمال القسنطينية عن الشاشة؟
ـ حسب رأيي، فإن الانتاجات التنفيذية الممركزة بالعاصمة في السنوات الأخيرة  هي سبب غياب الإنتاجات القسنطينية التي كانت في سنوات ماضية حاضرة بقوة طوال السنة، و لها نسب متابعة كبيرة عبر 48 ولاية . آنذاك كان الإنتاج خاضعا للمحطات الجهوية، فتكفلت بإخراج كفاءات صغيرة  من المخرجين وكتاب السيناريو بإمكانيات صغيرة ، معتمدة على إنتاجات  خفيفة وبتقنيات بسيطة، لكن مغزاها كبير  ومحتواها به رسائل ضمنية قوية .
. هل يمكن أن نرى كريم بودشيش في عمل تلفزيوني أو سينمائي في المستقبل؟
ـ فكرة المشاركة في عمل تلفزيوني أو سينمائي واردة و غير مرفوضة ، لكن شريطة أن يضيف العمل إلى رصيدي قيمة فنية كبيرة ، أكثر من جانب الشهرة أو المال، فأنا لست ممثل فايسبوك أبحث عن الشهرة مثل البعض ، و لا يهمني الدور الذي سيسند إلي، بقدر القيمة الفنية للدور، و أثره لدى المتفرج .
هيبة عزيون

 

الرجوع إلى الأعلى