يعد فن المربوع النسوي بمنطقة الونشريس (ولاية تيسمسيلت) أحد الفنون المحلية الأصيلة بالجهة المتوارثة جيلا بعد جيل.
ويعتبر المربوع من الطبوع الغنائية الشعبية التي تؤديها النساء اللاتي تقطن بمناطق ريفية منتشرة بمنطقة الونشريس لاسيما ببلديات ثنية الحد وبرج بونعامة وسيدي سليمان وبوقايد والملعب والأزهرية.
ولا تزال الكثير من النساء المتقدمات في السن واللائي تقطن بمنطقة الونشريس متشبثات بفن المربوع الذي يعد من بين الفنون العريقة بالمنطقة.
وفي هذا الصدد تقول الحاجة عائشة وهي أحد عضوات فرقة المربوع النسوي ببلدية ثنية الحد، لوأج، بأن «هذا الفن مرتبط بمنطقة الونشريس بمراسم الخطبة والتحضير لعقد القران حيث يعد من فنون الأغنية البدوية التي لا تزال حاضرة في الأعراس والمناسبات التراثية».
وأبرزت ذات المتحدثة بأن «قصائد المربوع تضفي رونقا وبهجة وفرحا لدى مرافقة موكب العروس منذ خروجها من بيت أهلها إلى بيت زوجها تحت إيقاعات البندير والقصبة وصهيل خيول الفرسان حيث تتقدم أربع نساء بالقرب من العروس تنشدن قصائد محلية تتناول فيها الحنين إلى الحبيب والشوق وقصائد أخرى عن فراق الأحبة والأهل».
ويبقى المربوع يلازم مراسيم العرس إلى أن تنتهي، حسب الحاجة عائشة التي أضافت بأن لغة الغناء في المربوع اللغة العامية حيث أن أغانيه عبارة عن قصائد طويلة تناقش قضايا اجتماعية إنسانية محضة.
وذكرت بأن هذا الفن قد تفجر من حناجر بسطاء المنطقة من نساء اختلفت تسمياته حسب كل جهة، ففي بلدية برج الأمير عبد القادر يطلق عليه «زوج بزوج» وببرج بونعامة «السروجي» فيما يعرف بمنطقتي ثنية الحد والعيون باسم «المربوع» والذي ينفرد به جنس النساء.
ويعتمد المربوع على أربع نساء أثناء الأداء حيث ينقسم هذا العدد بين امرأتين اثنان منهما تلقيان الأغاني والآخرتان ترددان بمعنى «الشد والعد» و»الزرع والقلب» ويتخلل هذا «الحركة والتوقف حسب ريتم الإيقاع».
جهود حثيثة تبذل حاليا للمحافظة على هذا التراث الغنائي الأصيل
ومن جهة أخرى، تبذل حاليا مديرية الثقافة بمعية عدد من الجمعيات ذات الطابع الثقافي جهودا حثيثة للمحافظة على فن المربوع النسوي الأصيل في ظل هيمنة الأغاني العصرية في الوقت الراهن.
وفي هذا الجانب سطرت ذات المديرية برنامجا خاصا يرمي إلى المحافظة على هذا الموروث الغنائي الأصيل والذي يشمل إشراك فرق المربوع النسوي في إحياء المناسبات الوطنية والعالمية على غرار الاحتفال بشهر التراث واليوم الوطني للفنان والاحتفال بالذكرى المزدوج للاستقلال والشباب.
كما ستنظم ضمن هذا البرنامج غير المحدد زمنيا ورشات بالمؤسسات الثقافية للتعريف بفن المربوع بمنطقة الونشريس إضافة إلى برمجة زيارات لوسائل الاعلام الوطنية على مستوى المناطق الريفية بالونشريس للاطلاع على عادات وتقاليد مواطني هذه الجهة خلال الأعراس والمناسبات التراثية والتي يكون فيها المربوع النسوي حاضرا.
وستقوم بالمناسبة عدد من الجمعيات النسوية التي تعنى بالموروث اللامادي بإقامة معارض للصناعات التقليدية التي ستتخللها حفلات غنائية في الطابع المربوع وذلك خلال التظاهرات الثقافية والفنية المبرمجة خلال هذه السنة.
كما تعتزم ذات المديرية لتشجيع النساء المهتمات بالتراث الغنائي النسوي بالولاية تأسيس جمعية ولائية تعنى بفن المربوع مما من شأنه الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الأصيل.
ومن جهتها تسعى الجمعية النسوية «وافتخر» لبلدية ثنية الحد على المدى القريب لإنشاء فرقة تعنى بفن المربوع النسوي بمنطقة «المداد» والتي ستعمل على تدعيمها بعدد من النساء اللائي يتقن هذا التراث الغنائي الأصيل بالجهة وذلك حتى لا يندثر، وفق ذات الجمعية.
كما بادرت ذات الجمعية خلال السنة الماضية بإقامة حفلات غنائية في هذا الطابع الفني الأصيل على مستوى المرافق الشبانية والثقافية وذلك خلال المناسبات الوطنية.                  
واج

الرجوع إلى الأعلى