استمتع الجمهور البومرداسي، أمس الأول، بعرض مسرحية “كياس و لاباس” لجمعية مسرح الصخرة السوداء للمسرح المحترف، التي سلطت الضوء على معاناة الفقير في تحقيق أمانيه و الاستمتاع بحقه في حياة طبيعية.
تعد مسرحية “كياس و لاباس” التي كتب نصها أحمد رزاق، و أخرجها و أنجز السينوغرافيا عبد الغاني شنتوف، بينما ألف كريم مرابط المقاطع الموسيقية التي تخللتها، و هي من نوع الكوميديا السوداء الساخرة، التي تعكس واقع المجتمع بطريقة هزلية، فأبدع رئيس الجمعية الممثل فوزي بايت في تقمص دور العياشي الذي يعمل في أحد الحمامات ككياس، مبرزا صعوبات وسلبيات المهنة. العياشي و على مدار أزيد من ساعة من الزمن، حاول توجيه نصائح للشباب، عبر نقل بعض وصايا والده في التعامل مع بعض الأمور، خاصة فيما يتعلق بالمرأة التي حذره من التهاون و التساهل معها، مشبها إياها بقارورة الغاز القابلة للانفجار، في حال لم يتم إغلاقها بإحكام، أو القنبلة القابلة للانفجار عند أي انزلاق، عبر أداء جمع بين فكاهة الكوميديا و سواد الدراما.
و يعود العياشي ليحكي للمتفرجين معاناته مع فتاة أحلامه رمانة التي التقاها بالحافلة، و ظل يتتبع خطاها لكي يبوح لها بمهنته و واقعه الإجتماعي، تمهيدا للارتباط بها و تشكيل أسرة، غير أن شجاعته كانت تخونه في كل مرة، فيعود أدراجه دون أن يعلمها بالحقيقة، خوفا من خسارتها، محاولا تمرير رسالة عبر تصوير معاناة أصحاب المهن الضعيفة و الدخل الضعيف في تحقيق و بلوغ الأماني، و كانت يداه تداعبان المنشفة تارة، و “الكاسة” و صنبور الماء تارة أخرى، وسط ديكور يصور الحمامات التقليدية و شخصية و إن كانت قديمة، إلا أنها لا تزال موجودة في قلب المجتمع الجزائري.و كانت جمعية الصخرة السوداء للمسرح المحترف لولاية بومرداس، قد قدمت العرض الشرفي لمسرحية “كياس و لاباس” شهر فيفري من العام الجاري بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، في انتظار تنظيم دورة وطنية للعمل الذي نال إعجاب جمهور صفق له طويلا  داعيا للإكثار من هذا النوع من الأعمال الفكاهية و التي تروي قصصا نابعة من عمق المجتمع الجزائري، بعيدا عن التقليد و ترجمة النصوص الأجنبية التي تسيطر في السنوات الأخيرة على الأعمال المسرحية الجزائرية.                      إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى