عرض مساء أمس، بديوان مؤسسات الشباب بقسنطينة  الفيلم الوثائقي    « أمام المقصلة يرون شمس جويلية « لمخرجته صورية عمور، وهو عمل يروي تفاصيل إعدام الشهيد عواطي مصطفى أحد أبناء قسنطينة الذين أعدموا بالمقصلة.
مخرجة العمل، سلطت الضوء في  ساعة و ثماني دقائق على الجانب النضالي للبطل الشهيد عواطي مصطفى رفقة ثلاثة من زملائه  وهم  زعموش عمر وبلقاسم منتوري و بن عباس السعيد، وهم من بين أوائل شهداء المقصلة، الذين أصدرت في حقهم السلطات الفرنسية حكما نافذا بالإعدام في 8 جانفي 1958، وحسب المخرجة صورية عمور، فإن اختيارها لشخصية البطل الشهيد مصطفى عواطي، جاء بناء على كونه واحدا ممن قدموا الكثير للثورة الجزائرية، مع ذلك لم ينصفهم التاريخ بالشكل الذي يستحقونه، فتاريخ هذا البطل مجهول عند الكثيرين خاصة من الشباب كما أوضحت، مشيرة إلى أنها حاولت من خلال الوثائقي الذي أنجزته منذ ثلاث سنوات، أن تجمع أكبر قدر من الشهادات الحية حول تاريخه الثوري، تكريما له وعرفانا بتضحياته، و قد استندت في عملها، على شهادات لأهل و أصدقاء الشهيد على غرار المجاهد بولحليب سعيد وهو محكوم  عليه سابقا بالإعدام، كما عادت لبعض قصاصات الجرائد القديمة التي ذكرته و تحدثت عن جوانب من حياة عواطي مصطفى، الرجل الذي سمي باسمه أحد أهم الشوارع الرئيسية بولاية قسنطينة.
 و في هذا الصدد نوهت المخرجة التي تحوز في رصيدها على ثمانية أفلام وثائقية بين الثوري و التراثي،  بمثل هذه الأعمال الوثائقية المهمة جدا حسبها، من أجل التوثيق أكثر للثورة الجزائرية و تحديدا رجالاتها الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، خصوصا وأن منهم من أخذ نصيبه من الشهرة و المعرفة لدى الأجيال المتعاقبة و منهم من لا يزال منسيا على غرار الشهيد عواطي مصطفى الذي التحق في سن مبكرة بالثورة و كان مسؤولا عن التنظيم مع اندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1945، و عمل بجد و إخلاص إلى جانب كبار القادة على غرار البطلين مسعود بوجريو  و زيغوت يوسف إلى غاية 28 نوفمبر 1955، إذ ألقي عليه القبض  حينما كان قادما من بسكرة نحو  قسنطينة بعد مهمة خاصة، ليكون من أوائل شهداء المقصلة الذين قتلوا في سبيل الوطن.
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى