عرض ليلة أول أمس، بالمسبح الأثري سيدي مسيد بقسنطينة، الفيلم الوثائقي النهر و الصخر و المدينة، لمخرجته صوريا عمور، حيث يندرج العرض ضمن النشاطات الثقافية الصيفية لديوان مؤسسات الشباب، الذي اختار القائمون عليه هذه السنة، الخروج من القاعات المغلقة و نقل السينما إلى الموقع الأثري لإحيائه و بعث الحركية فيه، في محاولة لمصالحة الفن مع السياحة، خدمة للمدينة و سعيا من أجل إعطاء دفع جديد للحركية الثقافة بالولاية و استقطاب العائلات بشكل أكبر.
أحداث الوثائقي تبرز في 52دقيقة من الزمن، الحياة بقسنيطينة قديما،  و تظهر ذلك الارتباط الوثيق بين حياة سكان المدينة العليا وبين الصخر العتيق، الذي كثيرا ما يعودون إليه ليحتضن عاداتهم و تقاليدهم و طقوسهم الدينية على غرار ما يعرف  بـ « النشرة»، و قد أوضحت  مخرجته صورية عمور، في حديث للنصر، بأن فكرة العمل مستوحاة من ذكريات طفولتها و ذلك المسار الذي كانت تقطعه  غالبا رفقة والدها مشيا على الأقدام باتجاه سيدي مسيد، أين كانت تلاحظ تأثير الصخر و الوادي و أخاديده في كل ما يتعلق بتفاصيل حياة سكان المدينة الذين كانوا كثيرا ما يقصدون عمق الصخر العتيق للغناء كما كان يفعل الفنانون و حتى الحشاشون، نظرا لجمال الطبيعة و تواجد العديد من البيوت القديمة في الموقع، كالزوايا مثلا، فهذا التزاوج بين الصخر و النهر لطالما سحر سكان المدينة حسبها، و جعلهم يقدسون  وادي الرمال و ما يحيط به.
الفيلم من إنتاج المحطة الجهوية للتلفزيون الجزائري، و يهدف حسب صاحبته، لإعادة الاعتبار لمدينة قسنطينة التي تم اختزالها في بعض الطقوس و العادات، و قد تطلب قرابة سنة كاملة من البحث و التحضير، حاولت خلالها المخرجة، التركيز على شهادات حية لأناس عايشوا تلك الحقبة الجميلة من تاريخ المدينة،  إذ  تم تصوير أغلب المشاهد أسفل الجسور المعلقة في شكل سرد حقيقي و محاكاة للمكان و إعادة استحضار الماضي من خلال شهادات عدد من أبناء المدينة، الذين حضر بعضهم عرض أول أمس، رفقة عائلات و مثقفين أعادوا استكشاف موقع المسبح الذي افتتح مجددا بعد أن تمت تهيئته و جهز بمرافق خدماتية عديدة .
هيبة عزيون 

الرجوع إلى الأعلى