انطلقت أول أمس، بسيدي بلعباس، فعاليات الطبعة 11 للمهرجان الوطني لأغنية الراي وسط حضور جماهيري متميز للعائلات والشباب الشغوف بهذا الطابع الغنائي الأصيل الذي سترقص المدينة على أنغامه على مدار أربع ليالي كاملة يتعاقب خلالها على ركح العرض بدار الثقافة 30فنانا.
وقد شهدت السهرة الأولى من التظاهرة، حضورا جماهيريا معتبرا لعشاق الأغنية الرايوية الذين توافدوا على قاعة العرض الكبرى لدار الثقافة كاتب ياسين، وذلك من أجل الاستمتاع بأغاني امتزجت بين الراي الأصيل والراي العصري، حيث خطفت فرقة «راينا راي» الأضواء خلال فعاليات افتتاح السهرة الأولى،  إذ تفاعل الجمهور مع أدائها و ردد أغانيها ورقص على إيقاعاتها المتميزة التي مزجت بين الطابعين العصري الشبابي و الأصيل، لاسيما أغنية «يا الزينة ديري لاتاي» التي تجاوب معها الحضور بقوة مرددين كلماتها في سهرة غلب عليها الحماس والبهجة.
لتتواصل فيما بعد نفس الأجواء، مع تعاقب فنانين شباب على  الركح على غرار الشاب حسام الذي ألهب القاعة بالإضافة إلى كل من الفنان جمال ميلانو والشاب محفوظ ومحمد العباسي والشابة فاتي وكذا الشيخ النعام.
وقد صرح الأمين العام للولاية، محمد ولد عبد النبي، في كلمة ألقاها بمناسبة إعطاء إشارة انطلاق فعاليات هذه التظاهرة الفنية بأن «فن الراي فن متميز يطبع الموروث الثقافي للبلاد وهو مكسب كبير لابد من المحافظة عليه»، وأكد ذات المتحدث بأن «مدينة سيدي بلعباس بتاريخها الفني الحافل ساهمت في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الذي يعبر عن الآمال والأحزان والذي يعد إبداعا فنيا مميزا غزا ربوع العالم».
وأشار من جهته، ممثل وزارة الثقافة السيد شيتر العيد، إلى أن « الراي، فن مميز تنفرد به الجزائر دون سواها ولابد من المحافظة عليه وترقيته وتثمينه من خلال احتضانه ونقله بأمانة من جيل لآخر»، منوها في  السياق ذاته، بالأهمية التي توليها الوزارة الوصية للمهرجان الوطني لأغنية الراي من أجل المحافظة على ديمومته ومرافقته في كل الطبعات.
وكشف بدوره، محافظ المهرجان محمد بوسماحة، بأن المهرجان الوطني لأغنية الراي الذي تحتضنه مدينة سيدي بلعباس يمثل «تظاهرة ثقافية فنية هامة يرجى من خلالها المحافظة على الطابع الأصيل المتميز لفن الراي الذي يمثل كل الشباب الجزائري»، منوها بـ «تمسك مواطني سيدي بلعباس بهذا الحدث الثقافي الذي يسهر على ترقية الفن الأصيل ويكرس مكانته ويسعى لمرافقة الوجوه الفنية الواعدة ويخلق الفضاء الملائم ليلتقي جيل التأسيس مع جيل اليوم من مختلف ربوع الوطن.»
هذا وسيكون الجمهور على موعد في السهرة الثانية هذا السبت، مع كل من الشيخ حطاب والشاب قديرو والشيخ ميمون والشابة فريدة والشاب كادير الجابوني وعباس المرحوم.
للإشارة، تتواصل سهرات المهرجان الوطني لأغنية الراي المنظم تحت إشراف وزارة الثقافة وبالتعاون مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، إلى غاية يوم الاثنين المقبل، وذلك بمشاركة أكثر من ثلاثين فنانا ، كما تتخللها ندوات ومحاضرات حول موسيقى وأغنية الراي.

الرجوع إلى الأعلى