نظم يوم السبت المنصرم 6 مصورين فوتوغرافيين معرضا لنماذج من أعمالهم التي أنجزوها على مدار 6 أشهر من عمر الحراك الشعبي، معتبرين أن الصور والفيديوهات التي أنجزها الكثيرون خلال هذه الفترة من شأنها أن تكون أرشيفا مستقبليا للباحثين و المؤرخين وكل المهتمين بهذه المرحلة من مراحل تاريخ الجزائر.
وثمن المشاركون ال6 في المعرض الذي نظمته الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان يوم السبت المنصرم بوهران، المبادرة التي قالوا أنها نظرة فنية من زاوية الصور على الحراك، و أن الصورة الفوتوغرافية تغني عن كل تعبير، خاصة الأعمال التي عرضوها بالأبيض والأسود، والتي قالوا أن من يشاهدها يغوص في أعماقها ويحاكي الملامح والحركات والأشياء، بعيدا عن الإثارة التي تضفيها الألوان والتي في بعض الحالات تغطي على بعض الأشياء البسيطة والدقيقة التي تخفيها الصورة.


 وهذا لا يعني أن المعرض كان فقط بالأبيض والأسود، بل كان زاهيا أيضا بالصور التي «أنطقت» ألوان العلم الوطني في كل أوضاعه «مرفوعا، يلتحفه الحراكييون أو يتقاسمونه» وغيرها من اللقطات. كما أجمع العارضون الستة، على أن انتقاء 6 صور من بين المئات التي أنجزوها، لم يكن بالأمر الهين ولكن كل واحد حاول إعطاء قراءته الخاصة للحراك من خلال تلك الصور، حيث قالت بشأنها السيدة لوكيل جميلة أنها ركزت على الإنسان كعامل أساسي في منظومة الحراك خاصة مع مشاركة مختلف فئات المجتمع «رجال، نساء وأطفال» وملامحهم التي عبروا بها عن مطالبهم أثناء المسيرات، أما السيد آيت عميرات علي، فأطلق على الحراك منذ بدايته تسمية «ثورة الإبتسامة» و أعتبره فرصة للأطفال للتعبير عن طموحاتهم في مستقبل أفضل وكانت ابتسامة البراءة لا تفارقهم في كل الحالات.

 

ولم تبتعد المصورة نورة زاير عن تعبير الملامح في صورها التي قالت أن عرضها بالأبيض والأسود أنطق «آهات وصرخات و إبتسامات» الحراكيين بعيدا عن إثارة الألوان، مضيفة أن الاختيار لم يكن سهلا وسط آلاف الصور التي تم التقاطها منذ بداية الحراك، والتي حددت فيها نورة نظرتها نحو اللقطات الإستثنائية المميزة التي تخطف نظرها في كل جمعة، بينما قال المصور إدريس موفق، أن مهمة إنتقاء 6 صور لم تكن سهلة بالنسبة له وأن الانتقاء الأولي فقط أفرز له 120 صورة التي تمت إعادة النظر فيها للخروج ب 6 صور، وكانت نظرته موجهة لبورتريهات الأشخاص في مختلف تعابير  وجوهم خلال سيرهم كل جمعة، و التي تروي الكثير وتساير المطالب التي ترفع كل جمعة. للعلم، فإن إختيار 6 مصورين فوتوغرافيين لم يكن أيضا بالأمر السهل على المنظمين الذين تلقوا العشرات من الطلبات، ولكن الأهم هو أن المعرض لم يكن للتنافس والبحث عن الشهرة   بقدر ما كان الهدف منه التأريخ وأرشفة جزء من الحراك عن طريق الصور، وينتظر وفق المنظمين أن يتم برمجة معارض أخرى لمصورين آخرين إذا سمحت الظروف، من أجل منح فرص للمساهمة في «توثيق» الحراك الشعبي بعدسة الكاميرا.
 و أوضح رئيس مكتب الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان بوهران السيد قدور شويشة، أن المعرض سيدوم 10 أيام في المقر، ثم ينتقل لفضاءات أخرى للعرض بوهران، في إنتظار الإتصالات من خارج الولاية.
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى