انتقدت  الممثلة و الكاتبة المسرحية مريم علاق، بعض لجان القراءة على مستوى المسارح الجهوية ببلادنا، التي قالت بأنها تقوم بمحاولة تكسير كل مبادرات المبدعين المحليين الشباب، في ما يتعلق بكتابة النصوص و إثراء الركح بأعمال جديدة، ما يعد مخالفا لسياسة وزارة الثقافة التي تشجع على الإنتاج و الإبداع.
و أوضحت الفنانة بأنها كثيرا ما تواجه رفقة العديد من زملائها في الركح، لجان قراءة  تفتقر للاحترافية و للنظرة الفنية العميقة للأعمال التي يقترحها الكتاب و الفنانون المحليون،  حتى أنهم يصطدمون أحيانا بذهنيات جامدة لأفراد محسوبين على الفن، وهو ما يؤدي في كل مرة إلى رفض النصوص المسرحية الجديدة، و بالتالي تعميق مشكلة المسرح الجزائري، الذي يعد ضحية لهؤلاء الأشخاص الذين يفضلون تشجيع الاقتباس على منح الفرصة للتجربة المحلية، حتى أنهم يرفضون في بعض الأحيان، نصوصا تعالج الواقع المعيش، مقابل منح الموافقة لنصوص أخرى هي ترجمة حرفية لأعمال عالمية مبتورة.
و استشهدت الفنانة مريم علاق بتجربتها الخاصة، قائلة بأنها قدمت في مناسبتين على التوالي، نصين جديدين للدائرة الفنية بمسرح باتنة ، من أجل البت فيهما ويتعلق الأمر بنص مسرحي بعنوان «كانون الحب» يعالج قضية الخيانة الزوجية على مواقع التواصل الاجتماعي، و  نص ثان بعنوان « الخبيث» يتطرق لواقع مرضى السرطان، لكنها فوجئت مؤخرا برد صادم من لجنة القراءة التي تعاملت مع عملها بطريقة تفتقر للاحترافية، على حد تعبيرها، حيث أن رد هذه الأخيرة على النصوص كان مقتضبا ويفتقر للحجج المقنعة وللاستدلال والتوضيح ، ولم يقتصر الأمر على طريقة التقييم فقط،  بل شمل أيضا أسلوب صياغة الرد الذي تضمن، حسبها، عبارات غیر لائقة تستهـدف الكاتب أكثر من اعتنائهـا بالمحتوى الفني، ما يؤكد بأن اللجنة لم تقرأ جیدا النصين المسرحيين.
وبهذا الخصوص، أشارت الفنانة إلى أنها قدمت طعنا للدائرة الفنية بمسرح باتنة، لتوضيح الأمور، خصوصا وأن الأمر يتعلق، حسبها، بمحاولة لتكسير المبدعين المحليين الشباب، حيث طالبت بإحالة النصين على أهـل الاختصاص لإعادة مراجعتهما، وأن تتم إعادة صیاغة التقریر الذي صدر عن أعضاء اللجنة الفنیة بطریقة رسمیة تفصیلیة، تذكر أمثلة منتقاة تبرر  أو تدل على «سذاجة المعالجة وسوقیة الأسلوب»، مثلما جاء في تقرير اللجنة.كما راسلت الفنانة وزارة الثقافة ، للتظلم ضد الإقصاء المتعمد للفعل الإبداعي و للمبدعین، على حد تعبيرها، فضلا عما وصفته بتهـمیش الكفاءات الفنیة التي تسعى لترقیة العمل المسرحي الجزائري على وجه الخصوص، و الفعل الإبداعي الفني عموما، علما أن سیاسة وزارة الثقافة تدعم وتشجع الإبداع والمبدعین، خاصة العنصر النسوي.
مدير مسرح باتنة : رد لجنة القراءة موضوعي
من جهته أوضح مدير مسرح باتنة الجهوي جمال النوي، بأن رد لجنة القراءة على نصي الفنانة مريم علاق، موضوعي و لا يتضمن محاولة للمساس بشخص الفنانة، التي قال بأن لها مكانتها و احترامها في ركح باتنة، مضيفا بأن الأمر يتعلق بتحفظات أوردتها اللجنة بخصوص نصي الفنانة و نصوص عديدة أخرى، و ذلك من أجل تحسين نوعية ما ينتجه المسرح، ليتناسب مع تطلعات الجمهور و يخدم الفن، مشيرا إلى أن اللجنة المنتخبة من قبل الفنانين و المعينة بموجب قرار وزاري، و التي تتكون من أكاديميين ومختصين، لم تقبل أي نص من النصوص التي عرضت عليها خلال الفترة السابقة ، و فتحت الباب أمام المبدعين لتحيين أعمالهم  و مراجعتها و عرضها عليها مجددا وذلك خلال شهر ونصف، حيث من المقرر أن يبث فيها ابتداء من سبتمبر الجاري.
أما بخصوص إعادة صياغة التقرير الخاص بالعملين، قال بأنه سيعمل بالتنسيق مع الدائرة الفنية بالمسرح و لجنة القراءة، على تحديد الفقرات و العبارات التي تشملها التحفظات، لتوضيح الأمور بشكل أفضل، علما أن التحفظ على الأعمال لا يعني رفضها.             هدى/ط

الرجوع إلى الأعلى