أوصى المنظمون و المشاركون في الملتقى الدولي الموسوم، بمقاومة المرأة في شمال إفريقيا، من العصر القديم، إلى القرن 19 بتبسة، بإدراج الشخصيات النسوية المقاومة التي أثيرت في الملتقى، ضمن المقررات الموضوعاتية المدرسية، مع وضعها تحت مسؤولية اللجنة الوطنية للبرامج، و حث الجامعة في سياق متصل على إدراج تعليم اللغات القديمة ضمن برامجها، على غرار الليبية و البونيقية واليونانية و اللاتينية و التركية.
كما أوصى المجتمعون في ختام الملتقى، بإعادة الاعتبار للمصادر الشفهية من قصص وأمثال وفنون وعادات، لحماية هذه المصادر المعيارية من الزوال من ناحية، و الاعتماد عليها في ترميم الشخصية الوطنية من ناحية ثانية.و دعا الأكاديميون إلى تفضيل علم الآثار، على مصادر الدراسات التاريخية المكتوبة، بالنظر إلى أن المصادر الأخيرة، قد طالتها الذاتية و اللاموضوعية، مع العمل على ترقية الإنتاج الأدبي و السينمائي و الفني، من أجل تقديم صورة مشرفة  لتاريخنا، بأوجهه المتصلة بالكفاح والمقاومة، خاصة ما يتعلق منها بالدور التاريخي الكبير للمرأة.
كما أوصى المشاركون بإطلاق أسماء نسوية مشهورة على مرافق عمومية، و تشجيع القطاع الخاص على فعل ذلك، وفي هذا الإطار اقترح المشاركون على السلطات المحلية بتبسة، إطلاق اسم الشهيدة بن جدة مهنية على قاعة المحاضرات بولاية تبسة، وهي القاعة التي احتضنت فعاليات هذا الملتقى، بالإضافة إلى تقديم مقترح إطلاق اسم الكاهنة أو الملكة ديهيا على أحد المرافق بتبسة، و تنصيب وحدة مختصة ،على المستوى المحلي و حتى الوطني، للتنقيب و البحث في مرحلة الكاهنة، بما يرفع اللبس عن الوقائع التاريخية، المقدمة من المصادر الأجنبية، من أجل تجنب تقديس الميثولوجيا، والوقوع في براثن الأسطورة، ونظرا لأهمية الموقع الأثري ببئر العاتر، و البعد التاريخي العميق المرتبط بالثقافة العاترية والكاهنة، فقد أوصى المشاركون بضرورة تدعيم إجراءات الحفاظ على هذا الموقع.علما بأن المحافظة السامية للأمازيغية، قررت أن تنظم دورة العام المقبل من الملتقى بولاية سطيف، وستدور فعالياته حول المعرفة التاريخية لاكتشاف عين الحنش بسطيف، الذي يجعل من الجزائر مهدا للبشرية.
تجدر الإشارة إلى أن الملتقى الدولي بتبسة، قد تضمن تقديم 24 مداخلة خلال 03 أيام، ناهيك عن 09 مداخلات أخرى، قدمها طلبة الجامعة و المهتمين بالتاريخ، وقد طاف الملتقى في العديد من الزوايا المظلمة لبعض النساء المقاومات، أين أجمع المحاضرون والأكاديميون، على أن للمرأة بمنطقة شمال إفريقيا، كان حضورها مميزا، حيث كانت، حسبهم، رقما مهما في المعادلة، فهي الملكة و الأميرة و الحاكمة و الثائرة و المقاومة و الشاعرة، مستدلين في ذلك بما تحمله كتب الأقدمين، وما تحفظه الأحجار من نقوش.
وأشار آخرون إلى أن الكتابات في العصر القديم، خلدت نماذج من مقاومة المرأة في شمال إفريقيا، و لكن بأشكال متعددة، ذات علاقة بالسياسة العسكرية و الاقتصادية و الاجتماعية، فالمرأة دافعت عن عقيدتها وقناعاتها الروحية، في عهد الاضطهاد المسيحي للمتدينين وما تلاه من حقب، على غرار القديسات سالصا وبريبيتوا و روبي و كرييسبينا، وصولا إلى نضالات و دفاع ومقاومة لالة فاطمة نسومر ولالة زينب القاسمية وغيرهما على الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي.
الجموعي ساكر

الرجوع إلى الأعلى