فضيلة سعدان لم تقل يوما أنها المسؤولة عن الفداء بقسنطينة  
أكد المجاهد والدبلوماسي السابق عبد المجيد صانع أمس، أن الشهيدة فضيلة سعدان لم تقل يوما أنها المسؤولة عن فدائيي قسنطينة، فيما أوضح أن مجاهدين قد توفوا بالسكتة القلبية والجلطة الدماغية بعد الثورة جراء الظروف الاجتماعية السيئة التي وجدوا أنفسهم فيها بعد الاستقلال.
ونشط عبد المجيد صانع البالغ من العمر 82 سنة، ندوة حول سيرته الذاتية بمكتبة «بوك زون» بقسنطينة، حيث تبعها بيع بالإهداء لفائدة الحضور، في حين شهدت الجلسة نقاشا بين الحاضرين والكاتب، ومن بينهم الفنان التشكيلي أحمد بن يحيى الذي قال «إن الشهيدة فضيلة سعدان هي من كانت المسؤولة عن الفدائيين بقسنطينة لكن ذلك لا يذكر اليوم أبدا، بل يعتقد الجميع أن الشهيد حملاوي هو من كان المسؤول». وعزا المتدخل تجريد فضيلة سعدان من هذه الصفة إلى كونها امرأة، لكن المجاهد عبد المجيد صانع أوضح أنه التقى بفضيلة سعدان وكان يناضل معها في صفوف الثورة عن قرب، مشيرا إلى «أنها لم تقل يوما إنها المسؤولة عن الفداء»، فضلا عن أنه لم يحدث أن أعلن أي من الفدائيين نفسه مسؤولا عن رفاقه آنذاك.
ورفض عبد المجيد صانع الحديث عن اغتيال محمد خميستي، ردا على سؤال ثان لنفس المتدخل، حيث أكد المجاهد أنه كان صديقا له وعمل معه عند تأسيس وزارة الخارجية، كما احتك به كثيرا، غير أنه أشار إلى أنه من غير الممكن أن يتحدث في أمر لا يعلمه، كما لا يمكن الخوض في مسائل لم يعشها. وأضاف صانع أن كتابه يأتي تأدية لوصية الشهيدة «فضيلة سعدان»، حيث ذكر أنه كان مع مجموعة من المجاهدين رفقة سعدان مختبئين، وطلبت الشهيدة ممن يبقى منهم حيا أن يكتب قصتهم. وأشار المعني إلى الصعوبات التي تكبدها لكتابة سيرته، خصوصا وأنه ليس كاتبا، كما كان من الصعب عليه أن يوفق بين عمله والكتابة.
وتحدث المجاهد عن العديد من المحطات خلال نضاله الثوري وبعد الاستقلال في وزارة الخارجية، حيث انتقد وزير الخارجية الأسبق والرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية تغيرت كثيرا بعد مجيئه، واعتبر أن المجاهدين كانوا من أكثر من عانوا من ممارسات حاشيته في الوزارة. وقال نفس المصدر إن بعض المجاهدين توفوا بعد الاستقلال بالسكتة القلبية والجلطة الدماغية بسبب الظروف الاجتماعية السيئة التي وجدوا أنفسهم فيها، فيما اعتبر أن تحطم روح الثورة والتحرر في نفوس الجزائريين هو أمر خطير، موضحا أنه يسعى إلى نقل هذه الروح من خلال كتابه، وليس إلى تقديس الأشخاص أو المفاخرة بما قام به. وقد شمل حديثه انتقادات لبعض مزوري التاريخ في كتاباتهم عن الثورة أو شهاداتهم.
وشملت الفقرة الأخيرة من الجلسة حديثا حول الحراك الشعبي اختلفت فيه الآراء، حيث اعتبر عبد المجيد صانع أنه قاوم النظام دائما داخل دواليب الدبلوماسية الجزائرية بعدما لم ير الجزائر التي تطلعت لها الثورة، فيما أشار إلى أن الشباب ليسوا بحاجة إلى من يسلمهم المشعل، بعد أن أثبتوا قدرتهم على تحقيق التغيير من خلال حراكهم السلمي، كما دعا إلى وضع الثقة فيهم.
سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى