استعرض أمس السبت، الكاتب والصحفي شوقي عماري روايته الأخيرة «بالاك»، وأفرد شقّا واسعا من لقائه بقرائه في قسنطينة للحديث عن ثيمة «الصدفة» في الأدب والمقاربات المعرفية التي يعتمد عليها لكتابة الرواية.
وقدم شوقي عماري روايته في لقاء بالمقهى الأدبي الذي ينظمه المعهد الفرنسي بقسنطينة بالتعاون مع دار «ميديا بلوس» للنشر، وتبعته جلسة بيع بالإهداء، حيث تحدّث عماري عن روايته بأسلوب لا يخلو من المزح على شاكلة أسلوبه الهزلي في العمود اليومي الذي يكتبه بجريدة الوطن الناطقة باللغة الفرنسية تحت عنوان «نقطة الصفر»، لكنه ضمّن حديثه الكثير من النقاط التي توضح رؤيته الأدبية، خصوصا تأثره بفيزياء الكم وبفلسفة العلوم في ثيمة الصدفة التي تطبع سير أحداث روايته «بالاك»، كما تحدث عن فلسفة الطوائف من خلال طائفة «الزاهرون» التي تظهر في إحدى فصول الرواية وينتمي إليها البطل.
وشدد الكاتب، الذي عمل رساما كاريكاتوريا وممثلا وصحفيا خلال مسيرته، على أن الصدفة لا تعني العشوائية ولا تعني الحظ، كما قدم محاولة تأثيلية لكلمة «الزهر» باللهجة الدارجة وHasard باللغة الفرنسية والانجليزية والأمازيغية، مشيرا إلى أن العناصر المعرفية لروايته تتضمن جميع هذه المقاربات. وذكر نفس المصدر أن توسع المساحة التي نمنحها للصدفة مرهون بحجم التخلف في أي مكان، قبل أن يقول «لا تكون الصدفة وراء جزء كبير من حوادث المرور التي تسجل هنا وهناك لكن بعضا منها يحدث صدفة».
وصرح نفس المصدر أنه منبهر بمجموعة من الثيمات المعرفية ويحاول استكشاف كل واحدة منها في نصوصه الأدبية، خصوصا ما ينطوي منها على الكثير من الغموض، مثل الصدفة والموت، الذي قال إنه سيختم به مجموعة رواياته، في حين أكد لنا على هامش اللقاء أن روايته الجديدة ستصدر شهر مارس من العام القادم، موضحا أن موضوعها سيكون الطاقة، قبل أن يضيف مازحا أنه «لن يتحدث عن المحروقات أو الوقود، وإنما عن الطاقة الكونية التي تحرك كل شيء».
واستوقف الكاتبَ خلال الجلسة سؤالٌ حول إمكانية وجود شعب محظوظ، حيث اكتفى باستعارة العبارة الشهيرة «أن الشعب يستحق حكامه» للرد على السائل، لكنه نبه إلى أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية تلعب دورا في تحقيق الرخاء لشعب على عكس غيره، قبل أن تضيف منشطة اللقاء الصحفية حياة قربوعة، أن حظ شعب ما يتوقف على المعايير التي يحددها للسيئ والجيد. ونبه شوقي عماري أنه يلاحظ في التاريخ أيضا أن ارتفاع منحى التطور في بلد ما يفسح مجالا أكبر للحرية، مؤكدا أنه لا يعلم إن كان لذلك ارتباط بالصدفة، في إجابته على سؤال النصر حول علاقة موضوع «الصدفة» بمسائل التسيير والتخيير في الفكر الديني ومن منطلق الحرية الشخصية وحرية الاختيار ومدى علاقتها بالمناخ الثقافي.
سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى