احتضنت مساء أمس مكتبة « بوك زون « بقسنطينة، جلسة بيع بالتوقيع للكاتبة و القاصة راضية قوقة رودسلي، التي قدمت للحضور سلسلة من ثلاثة أجزاء بعنوان «تمجيد التراث القسنطيني»، تجمع بين القصص الخرافية والأساطير الرمزية و القصائد الزجلية في قوالب شعرية بلهجة محلية، كما أوضحت في مداخلتها.  
و تعد هذه الثلاثية الأولى في رصيد الكاتبة الأدبي، لكنها لن تكون الأخيرة ،كما قالت، معربة عن رغبتها القوية في مواصلة الكتابة في مجال الأدب الشعبي باللهجة القسنطينية، لكي تحيي المصطلحات المحلية التي تعتبر من الذاكرة الشعبية، و تنقذها من النسيان و الضياع، خاصة و أن شريحة واسعة من الجيل الجديد لا يعرفها ، مؤكدة بأنها تسعى للترويج لتراث سيرتا اللامادي في مقدمته اللهجة التي ترى بأنها لغة مباشرة تصل مباشرة إلى القلب،  من خلال سلسلة «تمجيد التراث القسنطيني» التي من شأنها إنعاش الذاكرة الشعبية ، حسبها.
الجزء الأول من السلسلة الصادرة عن دار كنوز يوغرطة للنشر و التوزيع، عنوانه  « الفنيق» ، و يتناول حرفة النقش على النحاس في قسنطينة التي تعود إلى سنة 1740، و رغم أن المدينة تشتهر بها ، إلا أنها تكاد تندثر، حسب الكاتبة ، بالرغم من أن الأواني النحاسية تضفي خصوصية على البيت القسنطيني،  كما تطرقت إلى رمزية العنوان الذي يعني العلبة الخشبية المزينة بالصدف التي تحفظ فيها المرأة حليها و أغراضها الثمينة، و يرمز في القصة إلى الكنز المتمثل في النقش على النحاس، الذي يحافظ عليه بطل القصة عمي محسن ، و يورثه للأجيال، و أشارت الكاتبة  إلى أن القصة خيالية قدمتها باللهجة المحلية في قالب شعري ، لتطرب الأذن وتبهج النفس و يستقي منها القارئ قيما إنسانية وعبرا أخلاقية راقية، ويكتشف بين ثناياها خبايا المدينة العريقة قسنطينة التي قدر لها أن تكون مدينة أبدية للعلم والفن والإبداع، على حد تعبيرها.
الجزء الثاني من السلسلة عنوانه « مولات الخلخال» و يجمع أربع قصص هي « مولات الخلخال»، «الشيخ و المخبرة»، «نفيسة و عويشة»،  و «طاير السلام» و هي أساطير رمزية تحمل في طياتها أسرار المدينة و تنقب في خبايا صخورها، قدمتها أيضا الكاتبة في قوالب شعرية تحمل رنة موسيقية، و تمرر من خلالها رسالة للجيل الصاعد تحثه على التعرف على التراث الثقافي، و الحفاظ عليه من الزوال ، و المساهمة في نقله للأجيال القادمة.
الجزء الثالث و الأخير من السلسلة عنوانه» من ذكريات لالة زهيرة» و يضم 14 قصيدة زجلية تناولت فيها الكاتبة مواضيع مختلفة من التراث القسنطيني « الملاية» ، «سرك يا باي» الذي يحكي قصة « الجوزية «  ، و «إبداع لالة عيشة باية « و يبرز أحد أطباق التي تشتهر بها المدينة « شباح الصفرا» ، و «بنة قسنطينة» الذي يعرف بالأطباق التقليدية لمدينة الجسور المعلقة بالترتيب الأبجدي، كما تبرز القعدة العريقة وسط الدار التي تزينها صينية قهوة العاصر ، كما تطرقت إلى «رقصة أحمد زواوي الحنصالي على الفرس»، و عديد الأساطير المنسية في قالب شعري دائما . الكاتبة المتحصلة على شهادة تقني سامي في الإعلام الآلي و المهتمة بالتراث الشعبي، أشارت إلى أن الجزء الأخير ، هو في الواقع الأول الذي كتبته ضمن السلسلة و شاركت به في افتتاح  مهرجان الشعر النسوي في العام الماضي، حيث تم إخراج النص في عرض فني رائع أدت أحد أدواره .
و في ختام اللقاء تقدمت الكاتبة راضية قوقة رودسلي بالشكر و الامتنان  للفنانة التشكيلية إشراق نعيمة من الشلف، التي رسمت لوحات تعكس التراث القسنطيني تصدرت أغلفة إصداراتها ، كما كشفت عن تحضيرها لديوان شعري من 30 قصيدة زجل إلى جانب عمل آخر حول المدينة القديمة « السويقة» .        أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى