قال أعضاء فرقة « إيكا» الفرنسية التي أحيت مؤخرا إحدى سهرات مهرجان ديما جاز بقسنطينة، بطابع الجاز مانوش، فسحرت الجمهور بأدائها الجميل، أنهم زاروا الجزائر لأول مرة و وصفوا قسنطينة بالمدينة  الغامضة و الملهمة و المثيرة للدوار، مشيرين في حديثهم للنصر، إلى أن علاقتهم بالجزائر تمتد إلى فرقة نعيم موا، المعروفة باسم «أصابع الإنسان»، فزميلهم في هذه الفرقة التي تحيي حفلات في كل أرجاء العالم، هو عازف الإيقاع الجزائري نزيم معلوش، مؤكدين أنهم سيعودون معه في العام المقبل لإحياء حفل آخر.
 و أوضح المتحدثون أن الفرقة تتكون من أربعة فنانين هم عازفا القيتار بونوا كونفار، ويانيك آلكوسار، أنا، والعازف على آلة «الباس» سيلفان بورا، وعازف الكمان رومي كرومب، و تسمية الفرقة عبارة عن الحروف الأولى لأعضائها.
و أكدوا أن قسنطينة التي زاروها لأول مرة جميلة جدا تبعث السرور في نفوس الزوار، كما أنها غامضة و ملهمة في ذات الوقت، و تثير الدوار، معربين عن رغبتهم في العودة إليها قريبا.و وصف عضو الفرقة سيلفان بورا، سكان المدينة بالطيبين و المضيافين، فقد استقبلوهم بحرارة و حماس، و أكد أنه يشعر بالسعادة و الفرح لأنه تمكن مع زملائه في «إيكا» من إمتاع الجمهور الغفير الذي غص به مسرح قسنطينة في السهرة الثالثة من مهرجان ديما جاز،  و تجاوب مع طابع جاز مانوش الذي يؤدونه، مضيفا « رائع أن تعزف في هذا المسرح «الأوبرا» ذي الهندسة المعمارية الخلابة والفريدة من نوعها».
و بخصوص موسيقى جاز مانوش ، قال الفنان أنها لم تكن معروفة في الجزائر، رغم أنها تعود إلى سنوات طويلة، موضحا «مانوش هي في الحقيقة طائفة لا تعيش في فرنسا، وإنما ترجع أصولها إلى الهند تحديدا، و غادر أفراد الطائفة وطنهم و قاموا برحلة طويلة، إلى أن استقروا في فرنسا، و يمكن أن نقول أنهم «البدو الفرنسيون»، وكانوا يعزفون هذا النوع من الموسيقى، باعتبارها موسيقى فرنسية، لكنها تحمل لمسات من المحطات التي حطوا بها الرحال أثناء سفرهم الطويل، إلى جانب الموسيقى الهندية.
و بخصوص سؤالنا عن كيفية صمود هذا الطابع إلى غاية هذا، رد أعضاء الفرقة ، أن عازف القيثار جونغو راينهاردت، هو الوسيط بيننا وبين هذه الطائفة ، فقد أعاد إحياء هذا التراث الموسيقي خلال عشرينات القرن الماضي، فالفضل الأكبر، حسبهم،  يعود له ، واليوم باتت مقاطعة بأكملها تعزف «مانوش»، وصارت هذه الموسيقى الجميلة تنتمي إلى الفرنسيين، و ليس البدو فقط.و عن سؤالنا إذا كان هناك عازف جزائري لهذا الطابع، رد عضو الفرقة بونوا كونفار أنه يعرف عازف درامز جزائري، اسمه كريم زياد، وهو موسيقي كبير، ربما يكون قد شارك في إحياء حفلات بالجزائر.
و أكد أعضاء «إيكا» في نهاية اللقاء أنهم يتمنون التعامل مع موسيقيين جزائريين ، لتجسيد مشروع فني مشترك.                       فاتح خرفوشي

الرجوع إلى الأعلى