بن باديس لم يحارب الزوايا بل البدع
أكد أمس،  متدخلون نشطوا ندوة حول ذكرى ميلاد العلامة عبد الحميد بن باديس احتضنها قصر الحاج أحمد باي بقسنطينة، بأن الشيخ  لم يحارب الزوايا و لا الأشخاص كما أُشيع، و إنما حارب البدع و الشيوخ المتواطئين مع المستعمر الفرنسي، كما صححوا معلومات بخصوص تاريخ التحاقه بجامعة الزيتونة وتفاصيل تخص مساره التعليمي.
الندوة نظمت إحياء لذكرى ميلاد رائد النهضة، المصادف للرابع ديسمبر 1889  و قد استهلت بمداخلة لمقدم الزاوية الحنصالية سابقا رياض عمري، وقال فيه بأن عدد الزوايا التي وجدت خلال فترة حياة الشيخ العلامة كان كبيرا، و أن منها  ما كان يروج للبدع و الخرافات و الطقوس الغريبة التي تتنافى مع مبادئ الدين الحنيف، و قد حاربها الإمام عبد الحميد بن باديس بكل ما أوتي من قوة، و وقف ضدها، و هو نفس الطرح الذي عززه الأستاذ الدكتور عبد العزيز فيلالي  مضيفا، بأن الشيخ لم يحارب البدع فقط و إنما حارب أيضا الشيوخ المتواطئين مع المستعمر الفرنسي، فيما لم يعرقل نشاط الزوايا التي تتبع الكتاب و السنة إطلاقا.
و قال فيلالي، بأن علاقة الشيخ بن باديس بالزوايا كانت جيدة، من بينها الزاوية الرحمانية، حيث كان يتردد عليها بين الحين و الآخر ، مؤكدا بأنها  لم تغلق في عهده حسب ما كشفه القائم عليها لحد اليوم محمد الشريف بشتارزي ، غير أن بن باديس  كان على صراع كبير مع الزاوية الحملاوية، مشيرا في معرض حديثه، إلى أن العلامة  أصدر قرارا بغلق بعض الزوايا دون غيرها، وأن أخرى قررت التوقف عن النشاط طواعية إلى ما بعد الاستقلال، وهو دليل حسبه، على احترامها لقرار جمعية العلماء المسلمين ، باستثناء الزاوية الحملاوية، و أوضح المتحدث، بأنه قام بزيارة عديد الزوايا المنتشرة عبر التراب الوطني و لمس مدى احترامهم و تقديرهم للشيخ عبد الحميد بن باديس.
من جهته، فصل الأستاذ فيصل مغريش، في نشأة العلامة و حياته التعليمية،  قائلا بأنه ولد بقسنطينة في الرابع من شهر ديسمبر سنة 1889 ، و تعود أصول أسرته إلى المعز لدين الله بن باديس الزيري الصنهاجي،  وتوقف عند محطاته التعليمية.   
و عن تفاصيل التحاق الشيخ بجامعة الزيتونة و تضارب الآراء حول تاريخ ذلك، أكد عبد العزيز فيلالي، بأنه باشر الدراسة بها في جانفي 1910، بعد نجاحه في امتحان اختبار المستوى، و ليس 1908 كما يشاع، و ذلك حسب ما جاء في دفتره المدرسي الذي  قدمه أخوه عبد الحق بن باديس ، حيث صحح محتواه العديد من الأخطاء، من بينها عدد الأساتذة الذين درسوه، وهم أكثر من 20 أستاذا و ليس أربعة فقط ، يضم الكتيب ملاحظاتهم، وقد وصفوه بالنبوغ و الاجتهاد و المفكر   مضيفا في سياق الحديث عن تعليمه، بأن والده وفر له المال و خادما يتفرغ لدراسته، و أنه عندما عاد إلى قسنطينة بعد سنة 1913 درس بالجامع لكبير قبل أن يمنع من قبل سلطات المستعمر، فقرر السفر للحجاز لأداء مناسك الحج و طلب العلم، وهناك التقى بالشيخ البشير الإبراهيمي و شيخه حمدان ونيسي.             أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى