أصدرت أستاذة الطور الابتدائي بإحدى مدارس إقليم مدينة قصر الصبيحي، بأم البواقي، وخريجة قسم الأدب العربي بجامعة العربي بن مهيدي، التي اختارت لنفسها اسم «سمراء القرية»، روايتها الأولى التي اختارت لها عنوان «نفوس ماكرة».
الكتاب الذي نشرته دار إيكوزيوم للنشر والتوزيع و الترجمة بولاية سوق أهراس، خطته أنامل الشابة سمراء ، ذات 38عاما، الأستاذة بالطور الابتدائي ، الحاملة لشهادة ليسانس كلاسيك تخصص أدب عربي، و قالت الكاتبة للنصر، أنه أول عمل أدبي لها، و قد اختارت له عنوان «نفوس ماكرة» و شاركت به في الصالون  الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة في طبعته الأخيرة.
و أضافت الكاتبة أن روايتها ذات طابع اجتماعي نفسي و فلسفي، تطرقت من خلالها لظواهر اجتماعية عديدة، من بينها الفقر والتخلي عن الأطفال الشرعيين وغير الشرعيين والانحلال الأسري، كما أبرزت الإصرار على النجاح و طلب العلم. تبدأ الرواية،  حسب كاتبتها، بوصف بعض النفوس التي تتميز بالمكر بقولها «هناك من يدور حولك ملاطفا أحلامك، مداعبا نسمات الأمل فيك، مقبلا سنابل الاجتهاد المزروعة في أرضك، وما إن تحن اللحظة المناسبة خدشك بأظافره وعضك بأنيابه الحادة، ورمى بك في حفرة عميقة لا نهاية لها، إذا ما رفعت رأسك لترى النور أحسست بدوار وإذا ما أنزلته داهمك الموت من كل جانب، ثم يأتي إليك ليشعل شمعة ويمسكها بيده ويندهش في بريق عيونك وعمق تصميمك فتفشل يده وتسقط عليك الشمعة وتحرق آخر نفس فيك».المؤلفة سلطت الضوء على بطلة روايتها منذ طفولتها إلى أن تتعقد حياتها بموت أمها وتتقمص دور الأم و ما تتميز به من عنف، لتتأزم الحياة أكثر وأكثر بمغادرة الأب و حدوث تفكك أسري و وصفت هذه المشاهد «ذهبَت ودمّرت أشياء كثيرة كانت واقفة بوجودك تلك المزهرية الوردية على طاولة العشاء لم تعد كذلك، و ذلك اللون الوردي للكؤوس، وعندما انتهت مزقتها ورمت بها في وعاء النسيان».
الكاتبة سردت أحداث «نفوس ماكرة» عبر 56 صفحة بطابع حواري تارة، وسردي تارة أخرى، لإيصال مشاهد حول كل أنواع المعاناة البشرية من خوف وألم و هجر، لكن دائما يأتي الفرج من عند الله، و تنتهي الرواية بفصل تولد فيه الحكمة من رحم الضياع، وهو خاتمة يلخص حياة البطلة.و أوضحت الروائية الشابة، بأن أول عمل لها خرج للوجود بعد 3 سنوات من التحضير وجمع الأفكار، و يعتمد الرمزية دون الشخصيات حسب الصفة الغالبة، كما يتناول الأسلوب الفلسفي وهو تسليط الأحداث على أحداث أخرى، ويتناول كذلك قضايا عميقة من الناحية الاجتماعية والإنسانية، و فيها من الاقتباس القرآني كقولها «أيها السافلون» ، للإشارة إلى أدنى رتبة مع الحقارة والدناءة، وجاء في القرآن الكريم أيضا «أسفل السافلين»، أي الأقل رتبة والأدنى أخلاقا وتشترك مع السفلة في معنى دون الرتبة، وقولها كذلك «حركي جذع النخلة» و هي معروفة في سورة مريم وتعني الأخذ بالأسباب، وكذلك قولها «زبانية غضاب» و هم ملائكة النار ودليل على التعذيب.
و أضافت المتحدثة ، بأن عملها الأدبي جاء بعد سلسلة محاولات استمرت منذ أيام التتويج بشهادة البكالوريا سنة 2004، لم يكن ليرى النور، لولا مساعدات قدمها لها بعض الأشخاص، منهم من اطلعوا على مسودة الرواية وآمنوا بمشروع أدبي رأى النور بفضلهم، من بينهم صديقة للكاتبة من قسنطينة وزميلة لها من أيام الجامعة، وهي التي عرفتها بشخص مقرب لها، تكفل بنقل المسودة لدار النشر.
كما وجهت تشكراتها للأسرة التربوية على مستوى مقاطعة الطور الابتدائي بدائرة قصر الصبيحي، خاصة مفتش المقاطعة الذي قدم هو الآخر يد العون لها، من خلال تعامله مع الأسرة التربوية كأب للجميع، دون أن تنسى عائلتها الصغيرة التي وقفت إلى جانبها في جميع المحطات، وضحت من أجل إصدار هذا العمل الأدبي الأول، كما قالت للنصر.                 أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى