عن عمر ناهز 59 عامًا، توفي نهاية الأسبوع،  المترجم والباحث الأكاديمي، البروفيسور عبد الرحمن مزيان، في مستشفى بشار، بعد غيبوبة دامت ثلاثة أيّام إثر سقوطه في منزله.
الراحل اِشتغل أستاذا للتعليم العالي بجامعة بشار، تَخصُص «علم الدلالة»، بالإضافة إلى عضويته في لجان علمية و بحثية عديدة في بعض المخابر الوطنية، و قد عُرِف أيضا بمساهماته المميزة في ترجمة مراجع و كتب نقدية وفكرية مهمّة وأعمال أدبية متنوعة، إلى جانب نصوص و حوارات أدبية كثيرة.
صدر للراحل أكثر من 16 ترجمة، في مختلف التخصصات، من ضمنها بعض الكُتب المفاهيمية في النقد والثقافة والترجمة على غرار»مفاهيم سردية: مؤلف تنظيري» لتزفيتان تودوروف، و»إشكاليات الترجمة» لبول ريكور، كما قدم ترجمة نوعية لكِتاب «المثقفون المغالطون: الاِنتصار الإعلامي لخبراء الكذب» لباسكال بونفياس.
 و تخصص الفقيد في ترجمة أعمال الشاعر جمال عمراني، وهي على التوالي: «يومٌ لجسدك»، «نحو عالية النهر»، «إزالة ألغام الذاكرة»، «النبع العالي»، «بعيدًا كما تتجه نظراتي» و «مخيم اليقين». كما ترجم بعض روايات أمين الزاوي، منها «الغزوة»، و»الخضوع»، و رواية «المدينة المحمومة»، للكاتب رابح السبع، و رواية «عشر سنوات من العزلة» للأديب بوزيان بن عاشور، و كذا «أنا أيضا» مجموعة شعرية للشاعر الأرجنتيني كارلوس ألفارادو، عن منشورات أرتيستيك/ الجزائر2009،
و ترجم البروفيسور مزيان أيضا عددا معتبرا من الأعمال الروائية لرشيد بوجدرة منها «واقعة اغتيال ياماها»، و»فندق سان جورج» عن منشورات البرزخ 2012 ، «حين يكتب الأطفال التاريخ»، لمحمّد بن الشريف، عن دار باشاري للنشر/ باريس عام 2015 ، وله أيضا ترجمات أخرى لأسماء كثيرة منها: كارلوس ألفارادو، وألبير كامو ولبعض الشعراء وغيرهم من الكُتّاب والأدباء، بالإضافة إلى مساهماته الكثيرة والمختلفة في الحياة الثقافية والعلمية الوطنية من خلال محاضراته ومداخلاته في الكثير من الملتقيات والمؤتمرات، إلى جانب بعض مشاركاته في فعاليات ثقافيّة وعلمية خارج الجزائر.ظل الراحل مُنكبًا على عوالم الترجمة، ووفيًا لها ومشغولا بها، من خلال ترجماته لروايات ودواوين كبار الأدباء الجزائريين، إلى جانب كُتب أدباء ومنظّرين و نقاد غربيين، إلى غاية موته المفاجئ، وكان آخر ما اشتغل عليه وأنجزه ترجمة ديوان «نسيان أبيض» للشاعرة نصيرة محمّدي إلى اللّغة الفرنسية.                     نــــوّارة/ ل

الرجوع إلى الأعلى