انطفأ نجم الممثلة و المنتجة المصرية ماجدة صباح أول أمس، عن عمر ناهز 89 عاما، تاركة خلفها  60 فيلما مع نجوم الزمن الجميل، خاصة عبد الحليم حافظ و فريد الأطرش، لكن يظل فيلمها «جميلة» الذي شارك في كتابته الأديب نجيب محفوظ و أخرجه يوسف شاهين و أنتجته بنفسها، و تقمصت فيه شخصية المناضلة الجزائرية ـ الرمز جميلة بوحيرد في 1958، من أبرز أعمالها، فقد حقق لها الشهرة و المجد ببلادنا و بالوطن العربي.
الاسم الحقيقي لنجمة العصر الذهبي للسينما المصرية و العربية ماجدة ، هو عفاف علي كامل الصباحي، ولدت في طنطا بمصر في 06 ماي  1931 ، و هي متحصلة على شهادة البكالوريا الفرنسية، لكن شغفها بالتمثيل، جعلها تقتحم عالم التمثيل دون علم أسرتها، و عمرها 15 عاما، و ذلك في سنة 1949 ، من خلال فيلم «الناصح» للمخرج سيف الدين شوكت و بطولة نجم الكوميديا إسماعيل ياسين، فخطفت الأنظار و القلوب بموهبتها و طريقتها المميزة في الأداء.
و تجاوز رصيد ماجدة الفني 60 فيلما سينمائيا، بعضها مأخوذ عن أعمال أدبية مثل «السراب» عن قصة لنجيب محفوظ و «أنف وثلاثة عيون» عن قصة لإحسان عبد القدوس و «الرجل الذي فقد ظله» عن قصة لفتحي غانم.
وأسست الفقيدة شركة إنتاج سينمائي، قدمت من خلالها بعض أفلامها مثل «هجرة الرسول»  و «زوجة لخمسة رجال» و»العمر لحظة» و فيلم «جميلة» الذي جسدت من خلاله شخصية المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، محققة نجاحا كاسحا.   و خاضت الراحلة تجربة إخراج وحيدة في فيلم «من أحب» الذي أنتجته وأخرجته وشاركت في كتابته مع صبري العسكري و وجيه نجيب عام 1966 .و اشتهرت الراحلة بأدائها الصادق و المقنع للشخصيات التي تسند إليها و التي تجعل المشاهد يشعر بأنها تعيشها حقا ، و كانت ملامحها الجميلة و الهادئة و نظراتها الرومانسية الحالمة، و كذا ضحكاتها المميزة و طريقتها في الكلام تقنع المخرجين و كذا المشاهدين، بأنها أيقونة السينما المصرية في الزمن الجميل.
أنجبت ماجدة ابنتها الوحيدة غادة نافع، من زوجها الممثل الراحل إيهاب نافع الذي شاركها بطولة عدد من الأفلام مثل «القبلة الأخيرة» و «النداهة»، و ورثت غادة من والديها حب الفن فأصبحت بدورها ممثلة. بعد انسحاب ماجدة من الساحة الفنية و الأضواء، تم انتخابها رئيسة للجمعية المصرية للنساء في السينما. و من بين الجوائز و التكريمات التي نالتها الفقيدة ، نذكر جائزة النيل بمجال الفنون في 2016 ، و هي أرفع جائزة بمصر، كما كرمتها بلادها في عيد الفن في  2014   .
إ.ط

الرجوع إلى الأعلى