يسافر قارئ رواية «الياس «، لمؤلفها الإعلامي و الروائي أحمد بن زليخة، الصادرة مؤخرا عن دار القصبة للنشر و التوزيع، إلى فضاءات وعوالم رفقة بطلها المنهك جسديا و فكريا، بسبب حمل ثقيل جعله يرى أبسط الأمور معقدة..  
صاحب الرواية الحاملة لرقم ستة فضل افتتاحها بعرض حالة بطلها الياس ربما ليتعاطف معه القارئ أو ليتفهم على الأقل سبب اتخاذه، ذات صباح، قرار الرحيل.. قرار لا رجعة فيه.. قرار اتخذه دون تردد
و قبل فوات الأوان.. الياس يسابق الزمن و لا يريد أن تدركه الشيخوخة و يتمكن المرض من جسده قبل أن يرحل و يرى عوالم الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، لذلك اختار الصيف  فصل النضج حين تعكس أشعة الشمس زرقة البحر و كان له ذلك. الياس لا يجيد طقوس «الوداع « حيث فضل توديع أهله برسائل قصيرة عبر الهاتف قبل أن يسافر على متن سفينة شحن للبضائع شقت أمواج البحر و كشفت له حقائق وأشياء كثيرة بدءا بطاقمها.     كتاب أحمد بن زليخة المتحصل على شهادات من جامعات قسنطينة و مونبولييه الفرنسية، إبن مدينة الجسور المعلقة المهتم بعالم اللغة و الإقتصاد جاء على شاكلة إلياذة معاصرة يأمل من خلالها مد جسر كبير يربط بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط و لما لا الشرق بالغرب و هو ما تصبوا له أغلب شعوبها.          ع.ب

الرجوع إلى الأعلى