لم نكن نتوقع تتويج - جي بي أس - و هذا سر نجاح العرض..
تحدث الممثل التلفزيوني و المسرحي أحمد دحام في حواره مع النصر، عن تتويج العمل المسرحي « جي بي أس» الذي شارك فيه بدور مهم، بجائزة أحسن عرض متكامل في الدورة 12 من مهرجان المسرح العربي بالأردن، نهاية الأسبوع الماضي، مؤكدا أنه لم يتوقع التتويج، كاشفا عن سر نجاح العمل، و كذا سبب تراجع المسرح في السنوات الأخيرة، و المشاكل التي تواجه الوفود الجزائرية في المهرجانات الدولية.
حاورته / أسماء بوقرن
. هل كنتم تتوقعون  تتويج مسرحية «جي بي أس» بلقب جائزة  أحسن عرض متكامل؟
ـ كنت أتمنى أن يتوج العمل الذي اشتغلنا عليه لمدة أربعة أشهر، و بذلنا أقصى جهودنا ليكون في المستوى المطلوب، لكننا لم نتوقع أن نفتك التتويج في أول عرض خارج الوطن، و في مهرجان كبير للمسرح العربي، فكانت فرحتنا كبيرة جدا بالجائزة ، التي رفعت رايتنا عاليا .
. حدثنا عن دورك و عن موضوع المسرحية عموما..
ـ دوري في العرض كان مركبا، حيث تقمصت دور إحدى المنحوتات ، و كذا دور  الرضيع و الطفل،  ثم رئيس المحطة، أما المسرحية فتتناول قصة نحات تتمرد عليه منحوتاته، و تريد أن تتخلص منه، لتنتقل إلى عالم البشر، و تعيش كل مراحل الحياة، و تكتشف هذا العالم بحلوه و مره، في عرض من شأنه  أن يعالج  ضياع الإنسان المعاصر بين الأفكار والمبادئ ، لدرجة فقدان أصله.
 و يتجسد الموضوع في المنحوتات التي تقرر في آخر المطاف،  العودة إلى أصلها كتماثيل، لكنها لا تستطيع، فالعرض عموما يتضمن إسقاطات للواقع المعيش و يبرز المشاكل المتفشية في شتى القطاعات في مقدمتها التعليم.
. هل تعتبر مشاركة زوجتك في العرض حافزا قويا لتقديم الأفضل؟  
ـ « جي بي أس» ليس أول عرض أشارك فيه مع زوجتي سارة غربي، فقد مثلنا سويا في عدة أعمال ، و في كل عمل أضع علاقتنا الزوجية جانبا، و أنظر إلى سارة كممثلة جيدة كغيرها من الممثلين، لكن لا أنكر بأنني أحب المشاركة في أعمال معها.
 العمل ثمرة جهد جماعي
. ما هو، حسب رأيك، سر نجاح مسرحية «جي بي أس» و افتكاكها جائزة في أول عرض لها خارج الوطن؟
ـ العرض من إنتاج المسرح الوطني، و أخرجه محمد شرشال،  قدمنا عرضه الشرفي منذ نحو شهرين، كما قمنا بجولة قصيرة في عدد من الولايات، سر نجاحه يكمن في اشتغال فريق العمل بجدية،  و اجتهاد لمدة أربعة أشهر ، كما قدمنا كل ما بوسعنا لتقديمه بشكل جيد ومختلف.
كما أن العرض مزج  بين تقنيات السينما و المسرح، والإيماءات والحركة، لتمرير رسائل وأفكار تنتقد الانصياع ،  من خلال لوحات تكاد تكون منفصلة، تجعل العمل أقرب إلى الفرجة والفكاهة ، كما برزت قدرات الممثلين في الحركة والتعامل بأجسادهم، لا بأصواتهم ، حيث اكتفى الممثلون بالإيماءات والحركات، ما جعلهم يبذلون جهدا مضاعفا، قصد تبليغ الرسالة.

 . هل تعد هذه أول مشاركة لك في مهرجان المسرح العربي بالأردن ؟
ـ سبق و أن شاركت بعرض «عطيل» في مهرجان الهيئة العربية سنة 2016 بالكويت، و كان خارج المنافسة باعتبار النص عالميا و ليس عربيا ، لاعتماد الهيئة على نصوص عربية، و تعد مشاركتي في مسرحية «جي بي أس» ثاني مشاركة ، و يعد أول تتويج للجزائر، في أكبر مهرجان للمسرح في العالم العربي .
. المسرح الجزائري كان رائدا و مرجعا في سنوات ماضية ، لتقديمه عروضا نوعية، استطاعت أن تنافس بقوة و تفتك عدة جوائز، لكنه غاب عن المحافل الدولية مؤخرا، و أغلب الأعمال المشاركة ليست في المستوى المطلوب، ما السبب في رأيك؟
ـ سياسة تسيير المسارح في الجزائر وراء تراجع مستوى المسرح،  و المشكل يكمن في غياب دعم  فن المسرح، إذ لا يوفر القطاع ميزانية كافية له، في الوقت الذي لدينا فنانين مسرحيين في القمة و مخرجين  و سينوغرافيين محترفين، ضف إلى ذلك سوء التسيير و الفساد المتفشي الذي يعد من أبرز الأسباب التي عطلت عجلة المسرح، و الأسوأ عدم اهتمام القطاع حتى بالأعمال التي تشارك في مهرجانات دولية، كما حدث معنا في الأردن.
. هل لك أن توضح لنا ما حدث؟
ـ شعرنا بالتهميش و الحرج و التقصير، من قبل سفارتنا بالأردن، فالوفد الجزائري هو الوحيد في المهرجان الذي لم يحظ باستقبال سفارته ، التي لم تعر أدنى اهتمام لمشاركته، حيث حظيت كل الوفود باستقبال من قبل سفارتها في الأردن، ما عدا الجزائر ، و هو ما أثار دهشة فنانين أردنيين، فاستضافونا تجنبا للحرج، و أعتبر ما حصل مسيئا لصورة الجزائر، و يبرز عدم اهتمامها بالفن و بفنانيها ، و المؤسف أيضا أننا لم نجد في استقبالنا عند العودة سوى زملائنا في المسرح، فالقطاع أصبح عالة على الفنان.
. حدثنا عن جديدك..
ـ أحضر عملا تلفزيونيا، سأكون حاضرا في سلسلة «دقيوس و مقيوس» في جزئها الثالث، الذي سيصور في تونس، و أكتفي بهذا دون الحديث عن تفاصيل دوري التي سأكشفها للنصر في الوقت المناسب .
أ  ب

الرجوع إلى الأعلى