كشف الدكتور فوزي مجمج،  الباحث في المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، بملحقة عين مليلة، أن المركز الوطني، بعد التصنيف الناجح لرقصة التهليل، ثم الكسكسى، يعد بطاقية جرد لاقتراح تصنيف الخط العربي لدى اليونيسكو ، سعيا من الجزائر للمحافظة عليه ضمن الموروث الثقافي المهدد بالزوال.
المعروف أن للخط العربي مكانة جد مهمة في التراث العربي و الإسلامي على وجه الخصوص، فهو بالإضافة إلى كونه شكلا من أشكال التعبير، فهو أيضا عبارة عن ممارسات و تصورات تنضوي على معارف ومهارات ارتبطت بآلات و قطع ومصنوعات و أماكن ثقافية، تعتبرها الجماعات، و أحيانا الأفراد، جزءا من تراثهم الثقافي، فهذا التراث غير المادي المتوارث جيلا عن جيل، تبدعه الجماعات من جديد بصورة مستمرة  بما يتفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها، وهو ينمي لديها الإحساس بهويتها والشعور باستمراريتها، ويعزز من ثم احترام التنوع، حسب الباحث.
  و يأتي طلب الجزائر بناء على اتفاقية اليونسكو لحفظ التراث الثقافي غير المادي في 15 مارس 2004 ، و هذه الاتفاقية المعتمدة من طرف الدول الأعضاء لليونسكو ، خلال الدورة 32  للجمعية العامة لليونسكو المجتمعة بباريس بتاريخ 17 أكتوبر 2003 ، و سعت نطاق الخطاب الدولي بشأن تعريف التراث الثقافي و معناه، حيث تبنت بشكل واضح مفاهيم لم تكن سائدة من قبل عن الثقافة كون «الجماعة المعنية هي الجهة الحقيقية الحاملة للتراث الثقافي غير المادي وأن هذا التراث يحدد وفقا للجماعة المعنية».
وقد ساهم هذا التوجه الجديد في إرساء نظرة أكثر موضوعية للتراث الإنساني جملة، و إيمانا من الدولة الجزائرية بأهمية هذا التراث الذي أصبحت تتهدده ظواهر العولمة والتحول الاجتماعي، و أعطت وزارة الثقافة الضوء الأخضر للعمل جاهدة على مباشرة العمل بوصايا اليونسكو في هذا المجال، من أجل حماية التراث الثقافي غير المادي، بوصفه بوتقة للتنوع الثقافي وعاملا يضمن التنمية المستدامة ، بالنظر إلى الترابط الوثيق بين التراث الثقافي غير المادي والتراث المادي الثقافي والطبيعي. والقدرة الإبداعية البشرية، ولا يؤخذ في الحسبان لأغراض هذه الاتفاقية سوى التراث الثقافي غير المادي الذي يتفق مع الاتفاقيات الدولية القائمة، المتعلقة بحقوق الإنسان، مع مقتضيات الاحترام المتبادل بين الجماعات والمجموعات والأفراد والتنمية المستدامة.    
ص. رضوان

الرجوع إلى الأعلى