عرض أمس، بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، وثائقي «جميلات و ثائرات»، في إطار إحياء ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف التاريخية، وجاء العرض، حسب هدى العايب، عضوة مجموعة قسنطينتي، الجهة المنظمة للنشاط، سعيا لتكريس ثقافة الفيلم التاريخي و الوثائقي و السينما الثورية عموما، في أوساط الشباب، من خلال توسيع نطاق عرض الأعمال المنتجة في هذا الصدد و إخراجها من حيز الشاشة، إلى المدارس و المؤسسات الثقافية المحلية.
الفيلم أنتج سنة 2018، من قبل محطة قسنطينة الجهوية، و يهدف، حسب مخرجته صورية عمور، لتسليط الضوء على نضال المرأة الجزائرية و إنصافها، ففكرة الكفاح المسلح ضد المستعمر لطالما ارتبطت بالرجل، كما قالت، إلى أن قدم لنا فيلم «معركة الجزائر»، صورة مغايرة، أوضحت، بأنها أرادت أن تستثمر فيها أكثر، و تمنح مساحة أوسع للحديث عما قدمته النساء لأجل الاستقلال، بعيدا عن الصورة  النمطية  التي اختزلت مشاركتهن في امتهان التمريض و تحضير الطعام للمجاهدين، ليولد بذلك عمل وثائقي يحكي قصة الأختين فضيلة و مريم سعدان اللتين ارتبط اسماهما بقسنطينة، بعدما ضحيتا بنفسيهما في سبيل الاستقلال ، ففضيلة ، كما قالت المخرجة، تخلت عن دراستها و فضلت الشهادة وهي في عمر 18 ربيعا، حتى أن جثمانها و جثمان شقيقتها فقدا إلى الأبد.
 العرض الذي يعتبر الأول خارج الشاشة، عرف حضورا معتبرا للكثير من محبي التاريخ، بالإضافة إلى مشاركة شرفية لـ 30 تلميذا من نجباء متوسطة صالح لعور بعين سمارة، و استهل بمقطوعة موسيقية أدتها فرقة عصام كراشة، قبل أن تنطفئ أضواء القاعة لتضيء شاشة العرض زاوية خفية من تاريخ كفاح النساء الجزائريات، وبالأخص الأختين سعدان الجميلتين الثائرتين، اللتين ركزت عليهما شهادات تاريخة كثيرة شملها العمل طيلة ساعة ونصف، أبرزها تلك القصص التي رواها مجاهدون عرفوهما و مؤرخون، على غرار المجاهدة زموشي و المجاهد عبد الوهاب بن يمينة و ليلى لعروسي و هجيرة بن عزوز  و زوجة الشهيد بوجريو فاطمة الزهراء بوجريو، إضافة إلى  الباحث في التاريخ علاوة عمارة.
كما تضمن الوثائقي مشاهد صورت بالمنزل الذي قتلت فيه فضيلة سعدان و المتواجد بحي رحبة الصوف، ناهيك عن إشارة إلى الممارسات الوحشية التي مارستها فرنسا الاستعمارية في  مركز التعذيب مزرعة أمزيان، ثاني أفظع معتقل في الجزائر، بعد مزرعة  فيلا سوزوني بالعاصمة.
 هدى طابي

الرجوع إلى الأعلى