قراءة في مسار رضا حوحو الصحفي الذي لم ينصفه التأريخ
قدمت أمس، الدكتورة في الإعلام سكينة العابد بقاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة، محاضرة مفصلة تطرقت فيها إلى المسار الإعلامي للشهيد أحمد رضا حوحو، المثقف الذي قالت بأنه قدم الكثير للصحافة الجزائرية إبان الثورة من خلال كتاباته في عدد من الصحف و المجلات أشهرها أسبوعية «الشعلة» التي كان من بين أبرز مؤسسيها، كما اشتغل في رئاسة تحرير أعدادها 54، منذ صدورها في قسنطينة ذات15 ديسمبر من سنة 1949، إلى غاية توقفها في2 فيفري 1951.
و ذكرت الدكتورة العابد، خلال الندوة التي نظمت من قبل الديوان الوطني للثقافة و الإعلام، في إطار برنامج الاحتفال بيوم الشهيد، بأن رضا حوحو كان من بين أهم الأقلام التي حاربت الاستعمار و نشرت الوعي الاجتماعي و التحرري، بفضل مقالاته الساخرة في أسبوعية «الشعلة»، التي كانت رافدا إعلاميا يجمع بين الكثير من المتناقضات، منفتحا على عدد من الحقول المعرفية ، فالجريدة، حسبها، كانت تعنى بالمجتمع و الثقافة و النقد و قد خصصت عددا من الأركان لنشر الوعي، على غرار أركان «مسامير» و «في الميزان» و «تحت السياط نغني» الركن الذي تم فرده للشعر الشعبي تحديدا.
وقالت المتحدثة بأن الإصدار الأسبوعي، كان نقطة في مسار صحفي طويل للكاتب و الأديب، الذي نشر أول مقال معرب له في مجلة «الرابطة» المصرية سنة 1937 ، كما كتب في مجلة «المنهل» السعودية خلال إقامته في الحجاز ، و كان من بين الأقلام التي وقعت اسمها في جريدة «البصائر»، أين قدم الكثير من الإسهامات في مجالات الأدب و الاجتماع و الثقافة، لتختم محاضرتها بالتأكيد أن الشهيد كان سيتصدر قائمة عمالقة الصحافة و الأدب في العالم العربي، لولا أنه اغتيل مبكرا على يد المستعمر الغاشم.
من جهته قدم ، الباحث في التاريخ البروفيسور رياض شروانة ، مداخلة تطرق خلالها إلى بعض الحقائق المتعلقة بسيرة نضال و استشهاد البطل زيغود يوسف، مشيرا إلى أن الكثير من النقاط التي تطرقت إلى حياته، لم تكن سوى مغالطات تاريخية، على غرار قضية إحراقه لوثائق هامة كانت بحوزته غداة استشهاده ، مؤكدا بأن الوثائق التي تضمنت مذكراته المكتوبة بخط يده، محفوظة في الأرشيف الفرنسي، إلى جانب وثائق عديدة أخرى، و قد اطلع عليها شخصيا، كما قال.
و تتضمن الوثائق، حسبه، الكثير من المعطيات التاريخية الهامة التي تتعلق بأحداث لها تأثيرها في مسار الثورة و عملية التوثيق لها بشكل عام.
تجدر الإشارة إلى أن برنامج الاحتفال بيوم الشهيد، الذي تختتم فعالياته اليوم، بقاعة أحمد باي، عرف برمجة عدة نشاطات، منها عرض مسرحي بعنوان «حتى لا ننسى» قدمته الفرقة المتنقلة لمسرح سكيكدة ، و كذا عرض موسيقي من أداء الفرق النحاسية الكشفية، و استعراض راقص لمدرسة الباليه الكلاسيكي، التابعة للقاعة، كما ينتظر أن يعرض اليوم أمام الجمهور الفيلم السينمائي «البئر».
هدى طابي

الرجوع إلى الأعلى