فايسبوك ساهم في رفع الوعي السياسي عند الشباب
أكد أول أمس مشاركون في الملتقى الوطني حول إشكاليات التلقي و الاستخدام للمحتوى السياسي لوسائل الإعلام في الجزائر، أن مواقع التواصل الاجتماعي  في مقدمتها فايسبوك، ساهمت في تحريك و تنمية الوعي السياسي عند الجزائريين، و تحديدا الشباب.
قدمت الدكتورة فاطمة الزهراء عبيدي، من جامعة باجي مختار بعنابة، دراسة  عنوانها «استخدامات الشباب للمضامين السياسية على شبكات التواصل الإجتماعي في ظل الحراك الشعبي الجزائري 2019 « فايسبوك أنموذجا»، بينت من خلالها أن اهتمام الشباب الجزائري بالقضايا السياسية، بلغ  نسبة 96 بالمئة،  مباشرة بعد بداية الحراك الشعبي في 22 فيفري 2019، بينما سجلت نفس النسبة من عدم الاهتمام بالسياسة عند هذه الشريحة قبل الحراك، حيث كانت انشغالاتها  منصبة حول الأمور الاجتماعية و الثقافية.
كما خلصت صاحبة الدراسة  أن فايسبوك ساهم بشكل واضح  في إحداث نقلة نوعية في توجهات المواطن الجزائري الذي أضحى يستقي معلوماته من منصات التواصل الاجتماعي،  و يثق فيها ثقة عمياء ، و يولي أهمية بالغة بالشأن المحلي و كذا الدولي،   كما هيمنت  أخبار الرئيس و المترشحين و الأحزاب على إهتماماته.
 و أضافت المتدخلة أن المواطنين، خاصة الشباب، يقضون معظم وقتهم أمام منصات التواصل الإجتماعي لمناقشة القضايا السياسية و متابعة الأخبار ، كما قاموا بإنشاء منتديات و مدونات و صفحات خاصة بالحراك ، تبث و تنشر الأخبار السياسية على مدار الساعة.
في حين أظهرت الدراسة التي أجرتها  الدكتورة زكية منزل غرابة، من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، أن  استخدام النخبة الجامعية لمواقع التواصل الاجتماعي  في التفاعل مع القضايا السياسية، تضاعف ، و تحديدا ما  تبثه مواقع التواصل الإجتماعي من أخبار في مقدمتها السياسية، حيث كانت تستقي  هذا النوع من المعلومات عبر المنصات الافتراضية، و تحديدا  فايسبوك بنسبة 75 بالمئة، خاصة العنصر النسوي، الفئة  التي كانت عازفة عن متابعة السياسة.
 نفس الطرح أكدته الدكتورة هبة شعوة من نفس الجامعة ، فقد قامت بدراسة ميدانية حول تلقي المرأة الجزائرية للمضامين السياسية حول الحراك الشعبي من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ، و بينت نتائجها أن المرأة الجزائرية قبل تاريخ 22 فيفري، كان اهتمامها بالجانب السياسي  منعدما تقريبا ، ليصل إلى نسبة 70 بالمئة بعد الحراك الشعبي، و كانت النساء من بين الفئات الأكثر تفاعلا على مواقع التواصل الإجتماعي مع مستجدات الساحة السياسية .
كما  تطرقت الدكتورة لبنى رحموني، من جامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي، إلى إشكالية الأخبار المضللة عبر فايسبوك و تحديدا في فترة الحراك ، و هي المرحلة التي عرفت انتشارا قياسيا للمعلومات عبر مختلف مواقع التواصل  كما انتشرت الأخبار الكاذبة أو ما يعرف بـ»فايك نيوز»  بشكل ملحوظ، مما أدى إلى ظهور حرب إلكترونية عبر المنصات الإلكترونية ، كمساحات أصبحت تتيح للجميع للنشر و التدوين دون رقابة ، حيث تم نشر 126 ألف تغريدة كاذبة و 3 ملايين شخص أعادوا نشرها بمعدل 4 ملايين مرة  في سنة 2019 .
كما بلغت فبركة الفيديوهات و الصور ذروتها ، و تحول فايسبوك إلى مصدر حقيقي للمعلومة، بالمقابل ظهرت صفحات لتحري الأخبار الكاذبة ، و تطبيقات إلكترونية للتأكد من مصداقية الخبر ، في ظل تخلي وسائل الإعلام عن دورها كمصادر للمعلومة الصحيحة.
وأجمع المشاركون في الملتقى، أن خصائص الجمهور تغيرت، مقارنة بالصورة التقليدية ، و هذا التحول يرتبط أساسا بالتطورات التكنولوجية و ظهور وسائط إعلامية حديثة ، كما تغيرت طرق التلقي، بتغير وسائل الإعلام، فسيطرت مواقع التواصل الاجتماعي على المشهد العام في نقل ونشر الأخبار ، و صناعة وعي الأفراد و تعزيز اهتماماتهم بمختلف الجوانب.
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى