نظم مساء أمس، المتحف العمومي الوطني سيرتا ، محاضرة حول الكتابات الأثرية في الجزائر الحديثة و أهميتها كمصادر تاريخية، قدم خلالها الباحث في  المركز الوطني للبحث في التاريخ و الأنثروبولوجيا، إسمت تواتي، قراءة في عدد من الكتابات التي اكتشفت خلال الفترة الممتدة بين سنوات 1494 و 1829 و التي تعتبر، حسبه، مادة بحثية قيمة و مصدرا مهما لفهم التاريخ و تفسير الكثير من الأحداث، ناهيك عن تصور شكل الحياة الاجتماعية و الثقافية و السياسية و الفنية خلال تلك الحقبة.
 المحاضرة احتضنتها قاعة الفن الإسلامي التي تم افتتاحها مؤخرا، و جاءت تتمة لنشاطات المتحف في هذا المجال، حيث عرفت تقديم شروحات مفصلة عن أزيد من 300 كتابة تاريخية بعديد اللغات، كالعربية و العبرية و الإسبانية و العثمانية، و هي مواد تعتبر، حسب الباحث، مصادر دراسة مهمة لمعرفة تاريخ الجزائر في الفترة بين نهاية الحكم الإسلامي و بداية العصر الحديث.
 علما أن أقدم كتابة تم اكتشافها وجدت في تلمسان سنة 1494، و هي جزء من إرث كبير يشمل عديد المدن، كقسنطينة و العاصمة و وهران و بجاية و عنابة و المدية، وجدت كلها في مواقع مختلفة، حيث كتب بعضها على شواهد قبور و أضرحة، و كتبت أخرى على جدران القصور والمساجد، ناهيك عما يعرف بالمدرسة، إضافة إلى الأبراج وهياكل المدافع و ما إلى ذلك، وهو ما يمنحنا، كما أوضح المختص في التاريخ، نظرة شاملة على جوانب الحياة  المختلفة، بما في ذلك التجارة و الدين و التعليم و السياسة.
بالنسبة إلى قسنطينة، فإن أقدم كتابة تم اكتشافها في إطار الدراسة التي قدمها الباحث، تعود، كما أوضح، إلى القرن 16 حتى القرن 19، وهي تحديدا المرحلة التي ركزت عليها المداخلة الهادفة إلى دراسة تاريخ بعض الممالك ، و ضبط كرونولوجيا صحيحة للفن الجزائري، و تحديد التواريخ الدقيقة لبعض المعالم الأثرية و التحف الفنية، ما من شأنه، كما عبر، أن يفتح لنا نافذة أوسع على التاريخ الإنساني، بفضل إمكانية الربط بين ما تتضمنه هذه المصادر من معلومات، وبين ما تم اكتشافه من خلال المصادر الأثرية، و كذا المخطوطات و الكتب القديمة.
 هدى طابي

الرجوع إلى الأعلى