تحدث مساء أول أمس  الدكتور باديس فوغالي، في أمسية أدبية احتضنها المقهى الثقافي حليمة تواتي، بدار الثقافة مالك حداد في قسنطينة، عن تجربته في كتابة القصة، التي تخضع في نظره لمعيار إيقاعي يشبه معيار القصيدة، معتبرا بأنها أصعب من كتابة الرواية، كما تحدث عن الكتابة في عالم التكنولوجيا التي أصبحت رقمية خالية من الوجدان، إذ تتحكم، حسبه، الشاشة في الفرد، قائلا بأنه لم يكن في يوم من الأيام منتصرا للأدب الرقمي.    
الدكتور باديس فوغالي قال بأن بداياته في عالم الكتابة كانت  بالقصة الفنية الناضجة، التي تسمى بالقصة المونفصالية ، التي تعتمد الهيكل البنائي للقصة، و يبدأ بالمقدمة، ثم العرض، إلى أن يصل إلى قمة الأزمة ثم الانفراج، و بعدها الهبوط إلى لحظة الانفراج التي قد تكون مغلقة أو منفرجة أو مفتوحة، موضحا   بأن القصة القصيرة التي أطلق عليها في كتابه الموسوم ب"التجربة القصصية النسائية في الجزائر"، البنية الهرمية التي تبدأ من الوضع الرتيب الهادئ، ثم تبدأ في الصعود و النمو، إلى أن تصل إلى الذروة بالعقد و الحبك، ثم تبدأ في الاسترسال و الهبوط، من الأنواع المفضلة إليه، و ذكر نوعين من القصة الهرمية، هما القصة الهرمية المحافظة و الثانية المتحررة، مشيرا إلى أن هذا النوع من القصص، أول ما بدأ به الكتابة،  كما أنه أنجز أطروحة الماجستير بعنوان «بنية القصة الجزائرية القصيرة عند المرأة».
المتحدث قال إن القصة القصيرة أصعب من كتابة الرواية، مؤكدا بأن كاتب الرواية يشعر بنوع من التحرر مع الشخصيات و الحدث و غيرها، فيما تخضع القصة القصيرة لمعيار إيقاعي يشبه معيار القصيدة، كما أشار في حديثه إلى موضوع الكتابة الرقمية التي يرى بأنها خالية من الوجدان، ما دام الكاتب لم يحمل القلم و الورقة، إذ تتحكم، حسبه، الشاشة في الفرد.    
و قال خلال جلسة بيع بالتوقيع لروايته «تاغيت» التي أنجزها خلال زيارته إلى دائرة تاغيت السياحية ببشار ، إنه تأثر بجمالها و سحرها، غير أنها لم تقتصر، حسبه، على الفضاء الصحراوي البهي، بل امتدت إلى أم المدائن وهران و إلى قسنطينة، و قدم أيضا رواية ثانية عنوانها «أوبة»،  و تطرق من خلالها إلى اللقاء الذي جمع حسناء غرناطة و بطل في عمان، ، و عرف في الرواية  بتاريخها و تاريخ الموريسكيين .
و كشف الكاتب للنصر أن لديه رواية جديدة لم تصدر بعد، بعنوان «ابحر» تتحدث عن ظاهرة الحرقة من الجزائر إلى إسبانيا و معاناة الشباب الجزائري، وفق رؤية وطنية فكرية و جمالية، كما يحضر كتبا دراسية و مجموعات شعرية، أغلبها وجداني عاطفي يتحدث عن المرأة و الأم
 و عن الفرح و المعاناة.                                               أ بوقرن

الرجوع إلى الأعلى