تأكيد على دور الجزائريين في تسويق منهج التحليل الموضوعاتي عربيا
 أكد أمس، دكاترة و أساتذة باحثون بقسم الأدب و اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة قسنطينة1، على دور إصدارات الباحث الجزائري يوسف وغليسي في تبسيط و تعريب و تسويق منهج التحليل الموضوعاتي، وذلك خلال ندوة عملية تكريمية أقيمت على شرفه بقاعة المحاضرات 500 مقعد، حضرها زملاء البروفيسور و أساتذة متقاعدون أثنوا على تتويجه مؤخرا، بجائزة الإبداع الشعري في مجال النقد التي تمنحها مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية.
 المناسبة عرفت تقديم قراءات نقدية في العمل المتوج الموسوم «  التحليل الموضوعاتي للخطاب الشعري»، حيث قال وغليسي، إنه يعتبر المنهج الموضوعاتي جزائريا، لأن قليلا فقط من الباحثين المحليين عملوا عليه و استطاعوا استخدامه بصورة صحيحة و توظيفه بشكل مثمر في البحث، بعدما كان منهجا يقتصر التحكم فيه على الباحثين الغربيين، مؤكدا أن الجزائر تعتبر أحسن من قدم هذا المنهج للعرب، و أنه يحق لنا، كما عبر، أن نسعى  إلى تسويقه بشكل أوسع بفضل البحوث الجادة التي شملته و تشمله.
أما الدكتورة نعيمة بولكعيبات من كلية الأدب العربي، فأشادت بالإصدار المتوج، مشيرة إلى أن هذا المنهج الذي استخدمه الكاتب في العمل، يعتبر ذا أهمية بالغة في النقد العربي المعاصر، رغم حداثة عهد جامعاتنا به، مع ذلك فإنه، حسبها، غير معتمد بشكل كبير في البحوث، عكس سائر المناهج الأخرى،  مضيفة  بأن كتاب التحليل الموضوعاتي للخطاب الشعري، قدم تصورا شاملا لكيفية توظيف المنهج، حتى أن الاستدلالات التي شملها، يمكن أن تصنف الإصدار على أنه فهرس أو دليل نظري لكل باحث مهتم بهذا المجال العملي، مؤكدة بأن الدراسة الرياضية التطبيقية التي قدمها جد مميزة،  لأنها اعتمدت على مركزية الكلمة ما يساعد على الإلمام بكل عناصر المعادلة النقدية التي تسهل اكتشاف ما عرفته ب" النصوص الكاشفة".
 من جانبها، قدمت أستاذة اللسانيات شهرزاد بن يونس، قراءة في إهداء الكاتب قائلة، بأنه بمثابة عتبة يمكن من خلالها فهم الخطاب النقدي و تحديد بنيته و مقاصده، مشيرة إلى أن الأساليب التفسيرية التي استخدمها الكاتب، تهدف لإيصال رسالة نقدية عن طريق مصطلحات ذات أبجديات و تحليلات يفصل فيها بشكل دقيق عبر كل محطات العمل. أما الدكتور شريف حبيلة، فقال بأن النقد يمنح النص الحياة و يعطيه حقه من القراءة الواعية و الجادة، مشيرة إلى أن الكاتب لخص في مؤلفه العلاقة الصحيحة بين المنهج و النص، و بين دور المنهج في تقديم النص و شرحه، و ليس عكس ذلك، كما يفعل الكثير من الباحثين الآخرين.
و عرفت الندوة إلى جانب ذلك، قراءة قصائد و أبيات شعرية أثنى من خلالها زملاء الباحث على مساره العلمي، كما اعتلى  المنصة  أيضا أساتذة متقاعدون درسوه في مراحل سابقة، حيث قدموا مداخلات أجمعت على أخلاقه العالية و  تشجيع مبادراته البحثية، نذكر من بينهم  العربي حمدوش و نوار بوحلاسة و  السعيد بحري و عمار ويس و محمد العيد تاوتة. أما زميلته في القسم الدكتورة وافية بن مسعود، فقدمت عرضا مصورا مفصلا مطولا للسيرة الذاتية و البيداغوجية للباحث الذي يحصي  في رصيده حوالي 17 كتابا و 50 مقالا، كما تعد أعماله كموضوع دراسة لـأزيد من 10 رسائل ماجستير و دكتوراه، وهي مكاسب، قال وغليسي بأنها تعتبر نتاج جهد بحثي لا يزال في بدايته، مشيرا إلى أنه يعتبر التتويجات استحقاقا، نظير اجتهاده و مكافآت يقدمها لنفسه، لأنه ببساطة «لا يريد أن يعبر نهر الكتابة مجانا».
 هدى طابي

الرجوع إلى الأعلى