الحجر المنزلي وراء فكرة إنشاء النادي السينمائي
* الفكرة أطلقها جزائريون من داخل و خارج الوطن
يحقق نادي سينيفليا سوسيتي السينمائي الافتراضي نجاحا كبيرا، فقد تمكن في وقت قياسي من استقطاب شريحة واسعة من محبي الفن السابع في الجزائر و خارجها، كما تمكن النادي الذي أسسه ثمانية جزائريين خلال فترة  الحجر المنزلي، من استضافة و محاورة كبار صناع السينما في أمريكا و أوروبا و العالم العربي، عبر  فتح نافذة نقاش عن بعد تجمع  بين عشاق الأفلام، مع الفاعلين في المجال من ممثلين و منتجين و سيناريست. النصر حاورت محمد طارق رحال، ممثل النادي و أحد الأعضاء المؤسسين له، فأكد لنا أنه يشكل الاستثناء في عالم النوادي السينمائية عبر العالم، لأنه يعتمد على تطويع التكنولوجيا لطرح و معالجة واقع السينما في العالم.
. النصر: حدثنا عن فكرة إنشاء الفضاء الافتراضي الحديث الذي يعنى بصناعة السينما و مختلف الفاعلين في المجال؟
ـ محمد طارق رحال: المبادرة لمجموعة من الأصدقاء يجمعهم حب السينما، راودتهم فكرة إنشاء فضاء افتراضي خلال فترة الحجر الصحي المنزلي،
و الضغط النفسي الناجم عنه، و ذلك من أجل تطوير الفكر السينمائي عند الشباب الجزائري، و تخصيص مساحات جديدة لنوادي السينما التي عرفت ركودا في الآونة الأخيرة. الفضاء الجديد يتيح الفرصة لانتقاد الأفلام و المسلسلات و توسيع الثقافة السينمائية وعدم حصرها في رقعة جغرافية واحدة أو نوع واحد، و كذا تشجيع المواهب الشبانية في الإنتاج السينمائي، الكتابة، و الإخراج و غيرها.
 . هل كان من السهل تجسيد الفكرة، خاصة و أن الأعضاء المؤسسين لا يجمعهم حيز جغرافي واحد؟ و ما هي التحديات التي واجهتكم عند إطلاق المشروع؟
ـ تجسيد الفكرة و إطلاق المبادرة و السعي لإنجاحها، لم تكن سهلة ، لكن الصعوبة لم تكن بسبب التباعد الجغرافي بيننا، فوسائط التواصل الحديثة تلغي هذا الحاجز، إنما الإشكال يتعلق بشقه التقني و توفير ما يتطلبه من أجل إنجاح المبادرة. من جانب آخر كانت الانطلاقة عسيرة قليلا، لأن المتابعين لم يتعودوا على نوادي السينما الافتراضية.
.في ظرف قياسي حققتم نجاحا كبيرا هل سيدفعكم ذلك لتطوير هذه الفكرة مستقبلا؟
ـ  لم نكن نتوقع هذا النجاح في ظرف وجيز، كنا نتوقع تجاوبًا من طرف الجمهور الجزائري لسببين، أولا إدراكنا بأن الجزائري متعلق و محب للسينما ،و ثانيا لنوعية ما كنا ننوي تقديمه، و هذا ما سيدفعنا لتقديم الأفضل و السعي لتحدي أنفسنا و العمل أكثر، و يفتح لنا الآفاق لتطوير الثقافة السينمائية في الواقع، و ليس فقط على شبكات التواصل.
أسماء عالمية تجاوبت مع الفكرة

. نظمتم لقاءات عن بعد مع أسماء معروفة من سينمائيين و كتاب عبر العالم، هل كان من السهل عليكم  الاتصال بهم و إقناعهم بالمشاركة؟
 ـ هذا السؤال يطرح علينا كثيرا،  فالجميع يتساءل كيف استضفنا هذه الأسماء الثقيلة، على غرار مدير التصوير في هوليوود ديفيد مولن، و السيناريست لي ستيرنتال و المخرج المصري خالد يوسف و الممثل السوري جمال سليمان و كاتب السيناريو عبد الرؤوف دافري..
كما سألنا الكثيرون» هل كان الاتصال بهم سهلا و من هذا المنبر؟» أقول لهم إن إيجاد رابط مباشر مع هذه الشخصيات ليس بالأمر السهل، لكن بمجرد الاتصال بهم و التحدث إليهم، أبدوا قبولهم، فهم أناس رائعون و تجاوبوا مع الفكرة بشكل تلقائي.
.رغم أن الفضاء جزائري غير أننا لاحظنا أنه لم تتم دعوة أي فاعل سينمائي جزائري لحد الساعة ، لماذا؟
ـ هناك العديد من الأسماء الجزائرية المقترحة، و قد اتصلنا بها، و ستكون حاضرة معنا قريبا. الإشكال أن تنظيم لقاء مباشر مرتبط ببرنامج عمل الشخصية المدعوة، و مدى تفرغها من أجل المشاركة معنا.
. من خلال تفاعل الجمهور و الأسئلة المطروحة على الضيوف، هل لمستم حقيقة وجود ثقافة سينمائية لدى الجمهور الجزائري المتعطش للعودة إلى قاعات السينما و الحالم بصناعة سينمائية في بلده ؟
  ـ عالم السينما مفتوح للجميع، الفيصل فيه ليس المستوى الثقافي، بل الشغف ، و هذا ما لاحظناه منذ إطلاق المبادرة، سواءً من خلال الأسئلة الموجهة للضيوف و التي تنم عن معرفة و شغف كبيرين بالمجال،  أو من خلال المشاركات ضمن مختلف الفقرات. و هذه تعتبر واحدة من أهداف المبادرة المتمثلة في فتح فضاء تشاركي بين عشاق السينما في الجزائر.
. هل تلقيتم دعما أو تشجيعا رسميا ،خاصة و أن الدولة أظهرت النية في إعطاء دفع لهذا المجال من خلال إنشاء وزارة للصناعات السينمائية؟
ـ بالنسبة للجهات الرسمية و تفاعلها معنا، لم نتلق لحد الآن أي اتصال رسمي ، لكننا سجلنا التفاتة طيبة من طرف وزيرة الثقافة التي نشرت عبر حسابها على تويتر كلمات تشجيعية. و في ذات السياق تلقينا دعما معنويا كبيرا من طرف المتابعين و المهتمين بالشأن السينمائي في الجزائر عبر العديد من الرسائل و الاتصالات المحفزة التي تعتبر هي الدافع الحقيقي لنا من أجل الاستمرار.
.لديكم عدة فقرات في فضائكم تتناولون فيها الصناعة السينمائية في العالم من مختلف جوانبها، حدثنا عن هذه الفقرات؟
ـ نسعى لتقديم نموذج ملهم للشباب في مجال الصناعة السينمائية  ربما فقرة «ضيف خاص» هي الأشهر والأكثر متابعة، و تعتبر تقريبا علامتنا المسجلة الفريدة من نوعها، لكننا بادرنا بعدة فقرات أخرى، نذكر منها  فقرة «سبوت لايت أون» التي تهتم بمتابعة مسيرة المخرجين من خلال عرض نقاشات مباشرة عنهم وعن أفلامهم و مدى تطورهم في الإخراج، سواء من ناحية الكتابة أو من الناحية التقنية.
 هذه الفقرة تشهد مشاركة كبيرة من المتابعين و المهتمين ، و هناك فقرة «فريمس» التي تهتم بدراسة السينما من خلال المواضيع، فالبداية مثلا كانت عن السينما الكورية كفكرة محورية، ثم ستليها مناقشة فكرة العبودية في السينما أو الحرب العالمية الثانية، و مواضيع كثيرة أخرى سنتطرق إليها ، هناك كذلك فقرة « قصرة » فقرة تفاعلية تهتم بمناقشة جديد شباك التذاكر و دور السينما ، كصدور أفلام جديدة أو الإعلان عن انطلاق تتمة لسلسلة ما ، إلى جانب فقرة  «سيفيك» التي تهتم بموضوع أفلام الخيال العلمي ، و في نفس السياق نحضر حاليا لثلاث فقرات جديدة سيتم الإعلان عنها تباعا من خلال الصفحة.
طموحاتنا ليس لها سقف أو قيود!

. ما هي طموحاتكم و أهدافكم المستقبلية ؟
ـ اتفقنا منذ البداية بأن قاعدتنا الوحيدة بخصوص طموحاتنا و أهدافنا، هي ألا أن نضع سقفًا لها، ولا نكبل طموحنا بوضع حدود معينة.
حاليا تم طرح عدة أفكار للمناقشة بين المسيرين، و قد لاقت أغلبها مباركة الجميع، نحن في انتظار رفع الحجر الصحي فقط، من أجل الانطلاق في التحضير والعمل عليها و البحث عن مساهمين جدد من أجل إنجاحها.
 يمكن القول أننا سنحدث قفزة نوعية في عالم نوادي السينما الجزائرية. شيء لم يسبق له مثيل محليا و سيكون بمستوى عالمي، ما سنقدمه لن يكون مجرد طفرة في عالم المبادرات السينمائية و فقط، بل نريد أن نكون ملهمين للمزيد من الشباب من أجل إطلاق مبادرات أخرى في عدة مجالات.
.كلمة أخيرة..
ـ نغتنم الفرصة لتقديم الشكر للجريدة التي بادرت للتعريف بصفحتنا، فالبرغم أننا تلقينا عدة دعوات من قبل الصحافة الأجنبية، لكن يبقى التحدث مع  الجزائري عبر الصحافة الجزائرية له طعم خاص.
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى