لا يزال الكاتب و الإعلامي الباحث محمد الزين ربيعي،  يسلط الأضواء على أعلام  و شخصيات مدينته الحضارية بئر العاتر، جنوب ولاية تبسة، فبعد الشعراء، يخصص وقتا و جهدا  كبيرين لمعلمي القرآن الكريم  الذين تصدوا للاستعمار الفرنسي، و أناروا العقول و حافظوا على كتاب الله، رغم الضغوطات و الفقر.
 الكاتب، بحث و كتب عن 11 معلم قرآن  في الجزء الأول من كتابه، و هو الآن يواصل كتابة الجزء الثاني الذي صمم غلافه الشاب ضياء الدين بدري، و كتب مقدمته  فضيلة الدكتور كمال العرفي الأستاذ بجامعة الأمير عبد القادر الإسلامية بقسنطينة،  و كتب خاتمته الشيخان الفاضلان مدير مدرسة مسلوب لحمادي القرآنية بالماء الأبيض بولاية  تبسة،  الشيخ إلياس مسلوب، و المدرس بها إمام مسجد خالد بن الوليد ببئر العاتر الشيخ سليمان بوالديار.
و يعكف المؤلف على كتابة الجزء الثاني و يضم سير و مسارات 50 معلم قرآن، كلهم من المنطقة و منهم الذين قضوا نحبهم، و تعتبر كتب و أعمال الأستاذ محمد الزين ربيعي،  بحوثا في الموروث الحضاري و الثقافي للمنطقة، فقراءتها متعة و جولة في الماضي و رحلة عبر العصور،  للتعريف برجال و مواقف.
الدكتور  كمال العرفي، وفي مقدمته لكتاب “ أحد عشر كوكبا”، قال أن الأستاذ محمد الزين ربيعي، يجول بنا كالعادة و مرة أخرى حيث لا تجول كثير من الأقلام، على طريقته في اختيار الموضوعات التي لا ينتبه كثيرون إلى أهميتها، إلا بعد أن يُنبّهوا أو يقرأوا عنها في مثل كتبه. و اختار أن يلتفت حيث لا يلتفت الناس، أو ربما حيث يتمنون أن يلتفتوا أو يتمنون أن يلتفت أحد، فاختار في كتابه الأول الالتفات إلى شعراء الفصيح في مدينته، فأكرم نخبة (23) منهم بالذكر والترجمة و تناول طرفا من أشعارهم وأغراضهم، فعرّف بهم فأحسن التعريف ولفت إلى كنوز ربما لم تنل حظها من الكشف والاكتشاف.
و  اختار في كتابه الثاني شعراء الملحون و الشعراء الشعبيين أيضا من أبناء مدينته، مع شرط التزم به أن يكون هؤلاء من المتوفين، فاصطفى مجموعة مميزة (10)، بعضها أو أكثرها لا يُعرف عنهم إلا الاسم، و تَشِحّ المعلومة عنهم، مع احتياج واشتياق أكثر من يعرفهم أو يسمع عنهم، إلى شيء من ترجمتهم و التعرّف عليهم وعلى تاريخهم وعلى بعض أشعارهم المشتهرة و قصصها، فبذل جهدا مضنيا في استقصاء المعلومة من مصادرها و مظانها الأصلية قدْر الإمكان، فأخرج تحفة جاهزة بمعلوماتها و ثرائها قطوفا دانية، و أحسن تسميتها اقتباسا
طريفا و جميلا “العشرة المبشرون بالشعر”، فَـوُفّـق عنوانا وموضوعا وشكلا ومضمونا بحمد الله.
وهاهو على شاكلة ودرب ما سبق من إبداعاته و إنجازاته يخصص  كتابه الثالث لفئة وقورة لا أظن أحدا التفت إليها قبله أو فكر في ذلك، و هي فئة معلمي القرآن الكريم، و الملاحظ أيضا ذلك الصبر وتلك المثابرة و تحمل الصعاب والتضحية بالأوقات والجهود وبالراحة و تجشم الأعباء سفرا وفقرا وحتى جوعا في سبيل التحصيل من جهة، وفي سبيل التعليم من جهة أخرى.
وقد حرص الأستاذ محمد الزين ربيعي على أن يستوعب في كتابه و مختاراته جميع من استطاع الحصول على سيرهم، دون تمييز ولا إقصاء، وهي عادته في كل مؤلفاته وبحوثه، التزاما بالموضوعية والتجرد، وحرصا على الإنصاف وإعطاء الحقوق لأصحابها قدر الإمكان.     
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى