صدرت   في  الآونة  الأخيرة، رواية جديدة بعنوان «آخر جلسة استماع» (La dernière audience )، للكاتب الجزائري المقيم في مدينة ليون الفرنسية زين بخوش.
الرواية التي جاءت في 220 صفحة، و صدرت عن دار النشر أدليس بباتنة، تروي قصة قاضية متزوجة، من إطار في وزارة الثقافة، بدون أطفال، حياتها ويومياتها مضبوطة ومنضبطة كعقارب الساعة، كفاءتها جعلتها تحظى بمحبة الجميع و بثقة رئيسها، إلى أن جاء اليوم الّذي تغير فيه كلّ شيء، اليوم الّذي نسيت فيه أهم ملف أنجزته وأعدته لتقدمه خلال تدخلها في اِجتماعٍ مُهم يضم القُضاة الشباب المتربصين.
كلفت القاضية سائقها أن يحضرلها الملف من سكنها (أعطته مفاتيح شقتها، وكلّ همها أن يصلها الملف قبل بداية الاِجتماع. و بعد توتر الاِنتظار والترقب، نجح السائق في إحضار الملف، دقائق قليلة قبل بداية الاِجتماع، لكن الغريب في الأمر، أن حياتها انقلبت رأسًا على عقب منذ ذلك اليوم، لأنّ السائق اِنتهز فرصة دخول مكتب شقتها لإحضار الملف، وقام بكلّ أريحية بسرقة كلّ ملفاتها و ألبوم صورها و وثائقها المهمة وعملياتها المصرفية. وهنا تغيرت حياتها كليًا، وبدأت رحلة المساومات من طرف عمر السائق، وبدأت معها التنازلات من القاضية والإنسانة المُجِدة والجدية.
في الرواية مواقف تحبس الأنفاس وأحداث قاسية، هي باِختصار رواية تغوص في أروقة العدالة، مع تسليط الكثير من الضوء عليها، وعلى ما يحدث فيها، وكيف تسير الأمور في ملفاتها، مع ذِكر بعض الاختلالات بها.
حسب الكاتب زين، فإنّ محيط وأروقة العدالة وما تكتبه الصحافة عن هذا المحيط، ألهمته ككاتب و روائي و جعلته يذهب بخياله إلى داخل هذا العالم، بكلّ ما فيه أحداث و قضايا ومحاكمات وملفات، ويحاول بطريقة سردية و أدبية مشوقة أن يغوص فيه، وأن يستثمره روائيًا، ومن هذا الواقع جاءت فكرة كتابة الرواية.
للإشارة، الكاتب زين بخوش، يكتب باللّغة الفرنسية، و هو من مواليد، قرية بابار/ ولاية خنشلة، تدرج في التعليم من قريته إلى مدينة خنشلة، ثمّ باتنة، ليلتحق بعدها بجامعة قسنطينة، ثمّ جامعة أكس بفرنسا، أين تحصل على شهادة الدكتوراه في العمران، درّس 13 سنة بمعهد الهندسة المعمارية ببسكرة، ثمّ هاجر سنة 1999 إلى فرنسا، ليستقر بمدينة ليون تحديدا.
لديه مجموعة من المؤلفات و الكُتب المنشورة في الرواية و في مجال اِختصاصه، صدرت له في كل من فرنسا والجزائر، من بينها «الهياكل التجارية والديناميكية العمرانية بالجزائر» يقع في 430 صفحة، صدر عن دار النشر الجامعية الأوروبية العام 2012.
«أوراس-النمامشة: دراسة تحوّلات منطقة ومجتمع»، صدر عن نفس دار النشر سنة 2013، ويقع في 250 صفحة.
كما لديه إصدارات أخرى في الرواية، من بينها «طفل الأوراس»، و هي رواية تحكي وتسرد حياة طفل الأوراس و ظروف معيشته ودراسته، صدرت سنة 2014 ، عن منشورات دار بودلار بفرنسا، ولقيت رواجًا لا بأس به. كما صدرت في الجزائر، في طبعة ثانية.
و رواية «من هنا نرى الجزائر» صدرت بفرنسا عن منشورات اديليفر سنة 2016، و روايات أخرى، صدرت في فترات متباعدة، كما لديه بعض المخطوطات الأخرى، بعضها قيد الاشتغال، و بعضها ينتظر فرصة الطبع.
نـوّارة/ل

الرجوع إلى الأعلى