تعززت المكتبة الجزائرية بمولود أدبي، يكاد ينعدم نمطه من رفوف المكتبات، و هو أدب الرسائل، و لعل ذلك من ضمن  الأسباب التي حفزت الأديبة وحيدة  رجيمي،  
و الروائي الطيب عبادلية، على إحيائه،  و قد ساهمت في ذلك، الدراسات النقدية  للروائي و تناوله مجموعة من قصص الأديبة وحيدة،  ما أدى إلى تقاربهما فكريا، و لغويا، و كذا من خلال أسلوب الكتابة، ما دفع  بالأديبة وحيدة ، إلى اقتراح تجريب أدب  تبادل الرسائل، ولو إلكترونيا، من حيث المبدأ، لتلقى استجابة من الطيب عبادلية، على أن  تكون  الأديبة وحيدة المبادرة بأول رسالة، و يرد عليها الروائي، وهكذا .. حتى  الرسالة الثانية عشرة  لكل منهما، و كان التقديم  للرسائل  بنفس طريقة،  كتابة الرسائل والخاتمة ..
اكتملت حلقة الرسائل، وتكفلت وحيدة رجيمي، بالتبويب و العنونة، فجاءت متناسقة ما بين بونة و تيفاست، ما بين إيدوغ و الجرف، وما بين عزيزة بونة و يزرزيف تيفاست، ما بين النورسة و الفينيق، النرجس البلدي، و هي إيحاء لرسائل العشاق .. أسلوب و جمل الرسائل، لأن كل منهما (الطيب و وحيدة) لهما تجربة طويلة في السرد و النصوص النثرية، و قد اعتمدا على تكثيف اللغة و قصرها، و سردها الشعري، من أجل توافق إيقاع الرسائل و تناغمها، بسلاسة لغة ناعمة، كتبت رسائل البيان الوجدان، وتمت مراجعتها.. و نشر  بعضها عبر الوسائط الاجتماعية، و تم تقديم نموذج منها  قراءة على ركح  قصر الثقافة بتبسة، و اتفق الكاتبان على طبعها، و اختارت الأديبة وحيدة  مؤسسة يسطرون  للطباعة بالقاهرة.. حيث شهدت ميلاد طبعة مجموعتها القصصية “القلب قبلته من يحب”، لتكون طباعته و صدوره، بمناسبة معرض القاهرة الدولي للكتاب.
تجربة رائدة في الجزائر، و لعلها الأولى لهذا الفن الأدبي، نتيجة اجتهاد ثنائي توافقا وتقاربا في لغة الكتابة و بلغا الانسجام الفكري..                                                    صدر للكاتبين عن مؤسسة يسطرون للطباعة و النشر  بالقاهرة، مجموعة قصصية   “القلب  قبلته من يحب”  للأديبة وحيدة رجيمي، مجموعة قصصية “عندما يصلك خطابي”   للروائي الطيب عبادلية، رسائل  “ بيان و وجدان”   ما بين ميرا والمايسترو  كتاب ثنائي  لهما، “الرصيد والتجربة  بين الذاتية والواقعية  في  قصص  الأديبة وحيدة رجيمي  دراسة نقدية “  للأديب عبادلية، و لهما إصدارات أخرى طبعت بالجزائر و هي “على حبل الذاكرة” و  “وحيدة والدروب أحزاني”،  لوحيدة رجيمي    وللطيب عبادلية    “رواية  النيغاوي”، “أولاد بوحبة” و “القائد الميداني”.
ع.نصيب

نموذج   من الرسائل
الرسالة الحادية عشرة
عيون  القلب ...
جلس و الشوق  جليسه .. يقرأ فيض  العين .. مس  عين مس عينها ..
يا ويلتي..  قالها ..  عيون قلبي .. ما  بها..؟
رفقا بقلبي..  فإن قلبي الساكن  عينها.. إذا ما خفق  جفن  عينها ..                               
نبض  القلب .. كم أحبها .. إذا ما غاب عني  طيفها .. جاء  بها الحنين .. واستحضرها وإنها كلما  رأت الأشياء .. فإنها  تراها  بقلبي لا  بعينها .. الساكن عينها ..
مع كل خفقة  .. يجيبها ..  هي خفقة  من قلبي ..
وقلبي رفة  من جفنها ..
*** وحيدة رجيمي ... ميرا ***
تراني  بعيون  لم تبح بهواها .. و رأيتها بعيون  لم تر من النساء إلا إياها ..  فتمضي  في دمي.. كسهم طائش  أصابني  في مقتل ..  وبعض دمي  فداها ..  رأيتها  إذا العمر  ما عاد  أخضر  العود.. وجفت ينابيع  من كان رقراقا .. وعلى الغصن  البلابل  تشدو .. ترى حلما جميلا  كل هذا  وقد التقيتها .. ففي  لقائها  يتجدد العمر  .. ويعود للزهور  لونها وشذاها .. فيعلو في القلب  نبضه   يكاد يصرخ  إذا سكتت الشفاه ..                  هذه  هي  التي منت النفس ..  و القلب  يكاد يصرخ : هذه   التي أهواها ..
*** الكاتب عبادلية .... المايسترو ..***

الرجوع إلى الأعلى