• اقتحم عالم الرواية وكتب سيرته الذاتية
كشفت أمس الوزيرة السابقة مريم مرداسي، ابنة الكاتب و الباحث الراحل عبد المجيد مرداسي، في التأبينية التي احتضنتها دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، عن مؤلفات والدها الجديدة التي كرس فترة الحجر المنزلي لكتابتها،  قبل أن يوافيه الأجل مساء يوم الخميس الماضي، فيما أعلن  عن  تنظيم ملتقى في الذكرى الأولى لوفاة الراحل بجامعة قسنطينة.
 و احتضنت دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة صباح أمس، تأبينية الراحل عبد المجيد مرداسي، بحضور السلطات المحلية، بالإضافة إلى عائلة و أصدقاء الراحل، الذي تحدثوا عن خصاله و إنجازاته العلمية و الأدبية، و إثرائه للأرشيف الجزائري بأبحاث و مقالات أدبية و إعلامية و كتب قيمة، تم ذكر بعضها خلال التوقيع على سجل التعازي، منها  «معجم الموسيقى الحضرية لقسنطينة» بنسختيه العربية و الفرنسية ، فقد كان  الفقيد مهتما بالموسيقى الحضرية التي خصص لها أطروحته لنيل دكتوراه الدولة في علم الاجتماع ، كما نشر مقالات صحفية و أبحاث حول نفس الموضوع، و من إصداراته أيضا كتاب يروي سيرة المجاهدة « طاطا» ، إحدى سيدات قسنطينة المكافحات التي قدمت الكثير للثورة المجيدة و تكفلت بالعديد من الأيتام و المحرومين، بالإضافة إلى الكتاب التاريخي « خمسون مفتاحا للذكرى الخمسين» و آخر يحمل عنوان» قسنطينة على الخشبة» و غيرها من الاصدارات.
«كان مستعجلا لنشر مؤلفاته الجديدة»
تحدثت ابنة المؤرخ و الباحث الراحل ،وزيرة الثقافة السابقة مريم مرداسي، خلال التأبينية بتأثر شديد و الدموع تنهمر من عينيها عن والدها، الذي تعتبره الأخ و  الصديق و رفيق الدرب  ، و ركزت على الإرث العلمي و الأدبي و التاريخي الذي وثقه في عديد الإصدارات، تاركا بصمته في مجالات عدة، من بينها الإعلام،  حيث اشتغل المرحوم كصحفي في القناة الإذاعية الثالثة، و بعد ذلك في جريدة «ألجيري أكتياليتي»، و كذا «المجاهد»،  و « لاتريبون»،  أين نشر عديد المقالات في الثقافة و الرياضة، كما قالت.  
ابنة الأستاذ الجامعي والباحث في التاريخ وعلم الاجتماع ،  كشفت أيضا عن مؤلفات جديدة ، قالت أنه كان يريد أن ينشرها بسرعة،  مضيفة بأنه كان يردد عبارة « راح الحال لأنشر مؤلفاتي» ، و تتمثل في ثلاثة كتب، الكتاب الأول طرق من خلاله باب الرواية التي لم يسبق و أن كتبها، و الكتاب الثاني حول السياسة، فيما اختار أن يكون كتابه الأخير عبارة عن سيرة ذاتية، توثق لمحطات في حياته و مسيرته العلمية و التاريخية و انجازاته المختلفة، مشيرة إلى أن والدها فكر لأول مرة في تأليف كتاب حول سيرته و مساره، حيث تفرغ 10 أيام للجلوس قبالة حاسوبه و منعها لأول مرة في حياته، كما أكدت من الإطلاع على ما يكتب،  مفضلا أن تراه بعد انتهائه من توثيقه.
ذكرت مريم مرداسي للنصر، أن الراحل اختار عنوان « أوقع و أصر..من أجل الحريات» للكتاب الذي يوثق مسيرته، لكنها تفكر في تغيير العنوان ليعكس أكثر قيمته و مكانته كباحث و مؤرخ بارز، و ترجح أن تختار عنوان « كفاحي من أجل الحريات»، مضيفة بأنه أوصاها في أيامه الأخيرة بنشر كتبه الجديدة و التكفل بوالدتها و تقديم المساعدة و الدعم لكل من يطلبهما منها.   

و أردفت أن المرحوم كان كريما و متواضعا و حنونا ، و كان يحرص على تعليمها تحمل المسؤولية و هي في سن صغيرة جدا، و من بين الذكريات التي لا تزال منقوشة في ذهنها ذكرت» كنت أرافقه إلى الملعب لمشاهدة مباريات كرة القدم، و كنا نتابع دائما مقابلات مولودية قسنطينة، فقد كان والدي مناصرا وفيا للفريق الذي ترأسه في الثمانينيات، كما كان يشجع فريق شباب قسنطينة و كتب عنه مقالا مطولا يبرز عراقته، و آخر مرة رافقته فيها إلى الملعب كانت في مارس 2019 ، حيث حضرت معه مباراة «الموك» بملعب بمن عبد المالك رمضان».  
تنظيم لقاء تاريخي علمي في الذكرى الأولى لوفاة الراحل
أعلن والي ولاية قسنطينة ساسي أحمد عبد الحفيظ، في كلمته خلال التأبينية ، عن تنظيم لقاء بجامعة قسنطينة، تشرف عليه الولاية ، و يحضره مفكرون و مؤرخون و أساتذة و طلبة لإحياء الذكرى الأولى لرحيل المؤرخ و الباحث الدكتور مرداسي و إبراز المكانة التي يستحقها، اعترافا و عرفانا بما قدمه لقطاع التعليم العالي و البحث العلمي.  
أما رئيس جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية السابق عبد الله بوخلخال، فأكد أنه عرف الراحل عندما كان طالبا في الجامعة، و توطدت علاقتهما عندما درسا بها، و حضرا سويا ملتقيات داخل و خارج الوطن، و كشف عن مشروع جمع مقالاته و مداخلاته و كل إسهاماته في كتاب، و كذا جمع كل الندوات و اللقاءات التليفزيونية في شريط وثائقي، سيبرز دور المؤرخ في الحركة الوطنية.
الإعلامي محمد عقابو، اعتبر الفقيد من الأوائل الذين اشتغلوا في حقل الإعلام و ذلك سنة 1965، و كان يتمتع بكفاءة علمية عالية و دائم الحضور في المقاهي الأدبية و حريصا على إثراء النقاشات العلمية و الأدبية و التاريخية.
أما المخرج التليفزيوني علي عيساوي، فكشف بأنه يعرف الدكتور مرداسي منذ 43 سنة، مضيفا بأنه خاض تجربة كتابة السيناريو سنة 1967، من خلال عمل يسلط الضوء حول أوضاع الجزائر بعد الاستقلال، أخرجه المرحوم لحبيب فوغالي.
أ ب

الرجوع إلى الأعلى