مؤسسات عرض بالخارج مهتمة بلوحاتي ومعارضي لا تلقى الاهتمام في الداخل
درست الشابة أسماء فراح الإعلام و عشقت الفن التشكيلي و أبدعت فيه، و تعتبر  من الفنانات المميزات على الصعيد الوطني في فن المنمنمات، و قد افتكت الجائزة الثانية في الصالون الوطني للزخرفة الإسلامية و المنمنمات الذي احتضنته ولاية تلمسان سنة 2014 ، فقرر مدير الثقافة لولاية أم البواقي علي بوزوالغ، لأن يرشحها هذا العام للمشاركة في جائزة علي معاشي للمبدعين الشباب، النصر التقت أمس على هامش إعلان القائمين على قطاع الثقافة بأم البواقي عن إصدار أول مجلة إلكترونية ثقافية، بالفنانة الشابة التي تعتبر الوحيدة بأم البواقي التي تمارس فن المنمنمات، فكانت هذه الدردشة..
• النصر: كيف كانت انطلاقة أسماء فراح في عالم الريشة و الألوان؟
– أسماء فراح: أنا من مواليد سنة 1987، اخترت في سنة 2003 دراسة العلوم السياسية بجامعة قسنطينة، درست سنة، ثم قررت ألا أكمل دراستي في هذا المجال ، و اخترت فرع الإعلام والاتصال و تخصصت في مجال السمعي البصري، وتخرجت من الجامعة سنة 2009، و التحقت بمدرسة الفنون الجميلة بباتنة سنة 2010، أين تخصصت في فن الزخرفة الإسلامية والمنمنمات. اسمي الفني الذي أحبذ التوقيع به على لوحاتي، هو «وسام»، توجهت بعد ذلك إلى المدارس الخاصة، فدرست «الأنفوغرافيا» وتعرفت على برامج تعديل الصور، كما تخصصت في مجال صيانة أجهزة الإعلام الآلي والربط بالشبكات، ثم درست الإنجليزية و الخياطة فرع «الطرز».
بداياتي كانت مع فن الكاريكاتور
• متى اكتشفت هوايتك في الرسم ؟
– هوايتي في الرسم لازمتني منذ صغري، كنت أعشق فن الكاريكاتور، و أمارسه إلى غاية المرحلة الثانوية، و هذا النوع من الرسم هو الذي دفعني إلى دخول مدرسة الفنون الجميلة بعد تخرجي من الجامعة.
و كان أستاذ مقياس فنيات التحرير الصحفي حموش عبد الرزاق، يطلب من طلبة أول دفعة للإعلام والاتصال بجامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي تحرير خبر، ويستثنيني من الكتابة، ويطلب مني نقل الخبر بصورة كاريكاتورية، وكنت أنجح دوما في ذلك، وعند التحاقي بمدرسة الفنون الجميلة بباتنة، اكتشف الأساتذة موهبتي، و شاركت لأول مرة في معرض هو المعرض الدولي للزخرفة الإسلامية بتلمسان سنة 2012، بلوحتين وأنا في السنة الثانية بمدرسة الفنون الجميلة.
كنت آنذاك الطالبة الوحيدة التي سمح لها بالمشاركة بلوحات فنية رفقة فنانين كبار بعضهم أساتذتي بالمدرسة، وفي السنة الرابعة شاركت في الصالون الوطني للفنون الإسلامية بباتنة وتحصلت على الجائزة الثانية وطنيا.
و هذا العام نجحت في إقامة معرض بمفردي بمناسبة الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة في الثامن من شهر مارس، فعرضت 30 لوحة من إبداعي، و أغلبها في مجال الزخرفة الإسلامية والمنمنمات.
• ما هو الدافع الحقيقي وراء اختيارك مجال الرسم؟


–كما قلت لك، الرسم هوايتي الأولى، فمذ كنت صغيرة، كان القلم يستهويني، ثم أحببت فن الكاريكاتور، ما دفعني لولوج هذا العالم، فهو يجعلني أشعر بالارتياح و السعادة و أطمح أن يكون لي اسم وبصمة في عالم المنمنمات والزخرفة الإسلامية، و أسعى حاليا للتعرف على المنهجيات والأساليب والتقنيات المختلفة المعتمدة في مختلف الدول العريقة التي طورت هذا الفن، وأعمل كذلك على تطوير دراستي الأكاديمية في هذا المجال.
أغلب أبناء منطقتي
لا يهتمون بإبداعاتي
• هل تواجهين صعوبات لتجسيد أهدافك؟
– أبرز الصعوبات التي أواجهها، تتعلق بطبيعة سكان المنطقة الشرقية، فأغلبهم لا يهتمون كثيرا بهذا النوع من الفن، ودليلي على ذلك أن المعرض الذي أقمته بدار الثقافة نوار بوبكر بأم البواقي، لم يلق إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، و حتى الذين حضروا لم يفهموا مضمون اللوحات التي عرضتها، كما أن ممارسة هذا الفن من طرف «امرأة» صعب نوعا ما، فهذا الأمر غير مقبول من طرف المواطنين. رغم تقبل عائلتي للفكرة، و شدتها نوعية الرسومات التي أرسمها.
أعمالي تحمل بصمتي الخاصة
• ما الذي يميز لوحاتك عن بقية اللوحات في مجال المنمنمات والزخرفة الإسلامية؟
– أحرص على إضفاء لمستي الخاصة على أعمالي، و لا أخضع للقواعد أو المدارس الفنية، على غرار القواعد الكلاسيكية في الزخرفة الإسلامية، بالرغم من وجود مدرستين في مجال الزخرفة الإسلامية،  و يتعلق الأمر بالمدرسة الإيرانية و التركية.
و قد تعرف الجزائريون على فن المنمنمات من خلال لوحات الفنان محمد راسم، غير أنني أفضل توجيه المكتسبات والمعارف التي درستها،  لتركيب لوحات أضفي عليها لمستي، للأسف لا توجد مراجع في مجال الزخرفة الإسلامية، عموما في شمال إفريقيا.
• هل فكرت في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لتقريب أعمالك الفنية من الجمهور؟
– فتحت حسابا في أنستغرام، و يتابع حاليا 4600 شخص ما أنشره من لوحات ، و تواصلت معي عبر حسابي مؤسسات و أصحاب فضاءات للعرض من إيطاليا وفرنسا والإمارات، حيث تلقيت عدة عروض لتوقيع اتفاقيات لعرض لوحاتي في هذه الدول، في المقابل أجد أنني غريبة في موطني، غير أن مدير الثقافة فتح الباب أمامي، وسمح لي بعرض لوحاتي لتقريبها لسكان الولاية.
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى