انتهت مجموعة من شباب بلدية نقرين بولاية تبسة، من إنتاج فيلم وثائقي، اختاروا له عنوان  «اللحظة الأخيرة»، تزامنا مع الاحتفالات المخلدة للذكرى 66 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة.  
امتزجت ذكرى الفاتح من نوفمبر، بحكايات الأجداد و الدروس التي يتلقاها التلاميذ في المدرسة، فوثق الشبان بالصورة و الصوت مسقط رأسهم نقرين، و ما كابده الآباء و الأجداد ، و الشهداء الأبرار هناك، في عهد الاستعمار الغاشم من ظلم و اضطهاد و استبداد و ما قدموه من تضحيات، و العمليات الفدائية المتكررة التي قاموا بها فأرعبت المستدمر الغاشم.
الفيلم القصير، تم انجازه بوسائل بسيطة، هي أساسا كاميرا تمت إعارتها، و تم                  تصوير مشاهد بهاتف ذكي، و تم الاعتماد على تطبيق معالجة الفيديو، فيما تمت صناعة الأسلحة المستعملة في هذا العمل بألواح خشبية، و قام الشباب بطلائها و تغليفها بالشريط اللاصق، في غياب أي دعم أو مساعدات من أي جهة كانت.
و بمجهود جماعي، أبدعوا في أداء أدوارهم، و قدموا مشاهد تدمع لها العيون، مجسدين معاناة الآباء و الأجداد تحت نير الاستعمار الفرنسي، و معربين عن افتخارهم بماضيهم الثوري الناصع.  مدة الفيلم تزيد عن 13 دقيقة، و صوّرت أحداثه و كل مشاهده بالقصر القديم بمدينة نقرين، بمشاركة الكثير من شباب المدينة المولع بالفن السابع، المهوس بحب وطنه الجزائر، فأبدع في تجسيد أدواره بشكل يوحي للمشاهد أنهم ممثلون محترفون. مخرج الفيلم صالح سعودي قال للنصر، إن الفيديو يوثق لمحنة سكان بلدية نقرين، جنوب ولاية تبسة، عبر صور و مشاهد تتحدث عن الواقع المعيش إبان الاحتلال الفرنسي، تدل على بشاعة المستعمر و تخطيه لكل الأعراف والقوانين التي تكرم الإنسان وتحافظ على سلامته البدنية والنفسية.  
و أضاف سعودي أن فكرة العمل راودته عندما كان مجموعة من الشبان يتسامرون كعادتهم ويمضون وقت فراغهم بين قصور نقرين، فاقترح عليهم تصوير فيلم تاريخي بمناسبة ذكرى أول نوفمبر المجيدة، يدور حول منطقة نقرين، فتم الاتفاق على التعاون لانجازه و انطلقوا في التحضيرات بأبسط الإمكانات و الوسائل، مستعملين هاتف ذكي وكاميرا للتصوير، و الخشب وبعض العيدان وشريط لاصق من أجل صنع السلاح، كما لجأوا إلى الألبسة المستعملة والوسائل والأغراض التراثية مثل الرحى، و الإبريق، و موقد الحطب «الكانون»، والغربال و الأفرشة، لتنطلق هذه المغامرة التي يقول صاحبها، أنها كانت تجربة رائعة يأمل أن تتبعها تجارب أخرى.                                              
المتحدث أضاف أن هذا العمل جسد بأشياء بسيطة وأدوات متواضعة، ولو توفرت لأفراد المجموعة الإمكانات، لاستطاعوا إنجاز فيلم كبير يليق بالثورة التحريرية المجيدة، مناشدا السلطات الوصية أن تدعمهم وتقدم لهم يد العون من أجل مواصلة نشاطاتهم التوثيقية.
للإشارة، سبق لابن بلدية نقرين، المخرج الهاوي صالح سعودي، قبل 3 سنوات، و كان آنذاك سنه لا يتجاوز 16 عاما، إنتاج فيلمه الوثائقي الأول و الذي اختار له عنوان « نهاية خط موريس»، تزامنا مع الاحتفالات المخلدة للذكرى  63 لاندلاع الثورة التحريرية، فأعاد للذاكرة أحداث هامة من تاريخ الثورة و «خط شال وموريس» الذي أقامه الجيش الاحتلال الفرنسي على الشريط الحدودي  مع تونس شرقا، و مع المغرب في الجهة الغربية من الوطن، لتطويق الثورة وعرقلة التنقل و دخول الأسلحة  إلى المجاهدين عبر الحدود، فأظهر الشاب من خلال الوثائقي الذي بلغت مدته نصف ساعة، إصرار الثوار على خرق هذا الحاجز الجهنمي، و دحر محاولات  المستعمر لإخماد الثورة، مبرزا في هذا السياق، عملية اختراق الخط من طرف المجاهدين، الذين نجحوا في اجتياز  الحاجز وقضوا بذلك على أسطورة الجيش الفرنسي الذي لا يقهر..                                      ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى