رحيـــل الأستــــاذة و الكاتبـــة ياسمينـة غربي مشاكـرة
تُوفيت أمس الأول الكاتبة و الأستاذة،  ياسمينة غربي مشاكرة، عن عمر ناهز83 سنة، بعد معاناة مع المرض. الكاتبة من مواليد مدينة مسكيانة بولاية أم البواقي ، انتقلت إلى قسنطينة وهي في الطور المتوسط، وقدمت للمدينة و للأدب و لقطاع التربية و التعليم  الكثير، حيث قضت قرابة 34 سنة، كأستاذة للغة الفرنسية في التعليم المتوسط، قبل أن تتقاعد و تلتحق بجمعية راشدة للدفاع عن حقوق المرأة و الأسرة عموما، هي قريبة عن طريق المصاهرة للروائية الراحلة يمينة مشاكرة   شقيقة  زوجها.
و  عرف عن المرحومة مناصرتها لقضايا النساء ضحايا العنف الأسري والمجتمعي عموما، كان قد صدر لها عن دار «ميديا بلوس» سنة 2017 رواية «صونيا محنة أنثى»، و هو عمل سلطت من خلاله الضوء على معاناة  ضحايا العنف في بلادنا، وكانت قد كشفت للنصر في حوار سابق بأنها « تحيي من خلال الرواية كل النساء المعنفات اللائي استجمعن شجاعتهن و قصدن جمعية راشدة لتكسير جدار الصمت و الكبت و البوح بأسرارهن و سرد قصصهن المنبثقة من رحم الوجع و الظلم و «الحقرة»، كما تريد من خلال الرواية تحريك الضمائر النائمة و تمرير رسالة إلى المجتمع لنبذ العنف بكل أشكاله، لأنه بشع و مرعب و مدمر و ينقلب على من يمارسه، فتنجر عنه عواقب وخيمة فالعنف دائما يولد عنفا أكبر».
يذكر أن أول تجربة روائية للراحلة، كانت في2015، سنة صدور مؤلفها « مسارات النور» عن منشورات « ايدي ليفر» الفرنسية ، وهي قصة عائلة من مدينة مسكيانة تتعرض لفاجعة وفاة فرد عزيز من أفرادها فتنقلب حياتهم رأسا على عقب، وهو عمل سبق لها وأن قدمته على أنه رحلة في الذاكرة عادت من خلالها إلى مدينتها الأم سنوات الأربعينيات إلى خمسينيات القرن الماضي.

الرجوع إلى الأعلى