الموت يغيّب الشاعرة و الكاتبة عمارية بلال (أم سهام)
توفيت أمسية أول أمس، بمدينة وهران، الشاعرة و الإذاعية عمارية بلال، المعروفة باسم أم سهام، عن عمر ناهز 82 سنة، تاركة خلفها رصيدا كبيرا من الإبداعات في الشعر و القصة و كذا في النقد و الدراسات الأدبية. الراحلة من مواليد العام 1939، بمدينة وجدة المغربية، و عاشت في مدينتها وهران، حيث درست إلى غاية تخرجها من كلية الآداب عام 1973، ثم  اشتغلت أستاذة في ثانوية حمو بوتليليس إلى غاية 1998.
إلى جانب التدريس، كانت لها نشاطات صحفية في الصحافة المكتوبة و المسموعة، حيث كانت تعد رفقة الراحل بلقاسم بن عبد الله؛ الملحق الأسبوعي «النادي الأدبي»، لجريدة الجمهورية.
و في الإذاعة كانت تعد وتقدم برنامج «دنيا الأدب»، عبر أمواج إذاعة وهران الجهوية، وهو البرنامج الشهير الّذي كان يستقطب المواهب الشابة من كلّ ربوع الوطن، وحتى من خارج الوطن.
الراحلة اِتجهت منذ بداية مسيرتها الإبداعية، صوب الشِّعر قراءةً و تذوقاً ونقداً لأنّها كما –كانت تعتقد دائمًا- أنّ القصيدة الشِّعرية بِمَا فيها من زخم فني جمالي ومعرفي، يجسد حقًا حُلم الإنسان و يترصد خلجات نفسه، وقد جمعت تلك الكتابات في كِتاب يحمل عنوان «جولة مع القصيدة».
محطات كثيرة كانت في حياة صاحبة «فتح الزهور»، أهمها، كما صرحت في حوار سابق مع النصر، برنامج «دنيا الأدب» الإذاعي، الّذي كان يبث تارة من الجزائر العاصمة و تارة من الإذاعة الجهوية بوهران، وقد كان عملاً مُشتركًا بينها وبين الراحل بلقاسم بن عبد الله الّذي يعود له فضل تأسيسه - حسب نص الحوار مع الشاعرة- كما قالت أيضا في نفس الحوار  «ما أعظم هذه التجربة في حياتي الأدبية وما أروع التواصل مع عُشاق الكلمة عبر أمواج الأثير. فهي كوّة من ضوء، وهي لسعة حب وعطاء، هي إبداع الإبداع. اِستمر البرنامج يبث روائع الشباب وينظم المسابقات الأدبية ويُجدّد في طريقة البحث، تماشيًا مع التطوّر التكنولوجي الهائل و يتحدى العقبات، قبل أن يُوقف بقرار إداري مع باقي البرامج الثقافية الفاعلة في الساحة».
أم سهام التي عُرفت في الأوساط الأدبية والثقافية بهذا البرنامج الأدبي الذائع الصيت، و كذا من خلال الصفحات الثقافية لجريدة الجمهورية، عُرفت أيضا بحضورها كشاعرة و قاصة، تتنقل بين حدائق الإبداع، فتارة تعزف على أوتار الشِّعر، و تارة تعزف على أوتار القصة وعوالم السرد، وتارةً أخرى تغوص و تبحر في عالم الدراسات النقدية والقراءات الأدبية.
وقد نتج عن هذا السفر في عوالم الكتابة، مجموعة من المؤلفات والكُتب في النقد والشِّعر والقصة من بينها على سبيل الذِكر، في مجال الشِّعر المجموعات التالية «زمن الحصار وزمن الولادة الجديدة» عام 1989، «أميرة الحب» عام 2002 والتي ترجمتها الشاعرة بنفسها إلى اللّغة الفرنسية، «حكاية دم» عام 2003، «فتح الزهور» عام 2006، «أبجدية نوفمبر» عام2007، و هو ديوان شِعر خاص بالفتيان والشباب، و «ترنيمات على بوابة ندرومة».
وفي القصة، صدر لها «الرصيف البيروتي» عام 1986، «من يوميات أم علي» عام 1999، و في الدراسات الأدبية، صدر لها «جولة مع القصيدة، تأمّلات وخواطر حول الشِّعر» عام 1986، «شظايا النقد والأدب» عام 1989، و«جولة مع القصيدة».
 كُرّمت الراحلة في مناسبات ثقافية وأدبية وطنية مختلفة، كما كانت كثيرة الحضور في الملتقيات والمهرجانات والفعاليات الثقافية، داخل الوطن، والقليل منها خارج الوطن.
نوّارة لحرش

الرجوع إلى الأعلى