أسعى لصقل موهبتي في التمثيل بالتكوين و الاحتكاك بأهل الفن
نجح الممثل الشاب أسامة بودشيش، 21 عاما، في تقمص العديد من الأدوار  في أعمال مسرحية و سينمائية و تلفزيونية، خلال 9 سنوات من عمره الفني، حيث وقف أمام أسماء كبيرة، في التمثيل و الإخراج، حاصدا عدة ألقاب، أبرزها لقب أحسن ممثل واعد سنة 2015، عن دور صالح باي، عندما كان طفلا،  في مسرحية تحمل نفس الاسم ، عرضت خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
و رغم انتمائه إلى عائلة فنية، إلا أن الصدفة لعبت دورها في توجه أسامة إلى التمثيل المسرحي، بعد ظهوره الأول عبر الشاشة الصغيرة، و هو يكرس اليوم وقته و اهتمامه للركح الذي تحول بمرور الوقت إلى شغف، شغل كل وقته، حتى أنه فضله على مواصلة دراسته، ليتفرغ له .
ابن المخرج و السناريست كريم بودشيش، فتح لجريدة النصر قلبه ، و عاد بنا إلى بداياته مع التمثيل، و كيف تمكن خلال مسار9 سنوات، أن يقف فوق عدة مسارح ببلادنا، بعدما منحه كبار المخرجين ثقتهم، و أسندوا إليه أدوار بارزة في بداية مشواره، على علي عيساوي و حسين ناصف و محمد شرشال و أحمد رزاق و غيرهم.
مسرحية «صالح باي» انطلاقتي الفعلية  في المسرح

تحدث أسامة بودشيش عن اختياره للمسرح،  مشيرا إلى أن انطلاقته كانت في التلفزيون سنة 2014 ، بمشاركته في سلسلة تلفزيونية، فعندما التقى بالممثل و المخرج محمد الطيب دهيمي سنة 2015 ، منحه ثقته و أسند له دور صالح باي عندما كان طفلا، و ذلك في العمل المسرحي الضخم «صالح باي» الذي عرض خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية،  و هو الدور الذي سمح له بنيل جائزة أفضل ممثل واعد سنة 2015 في مسابقة المسرح المحترف بقسنطينة.
بعد نيله هذه الجائزة، تلقى عدة عروض، و أتيحت له فرصة الظهور في عدة مسارح بالجزائر ، فعمل مع جمعية مراسا خلال تظاهرة عاصمة الثقافة العربية،  ثم شارك في مسرحية على ركح مسرح عنابة الجهوي ، و هناك التقى بالمخرج الكبير  أحمد رزاق الذي اعترف بقدراته و أحب شخصيته الفنية، و اختاره ضمن فريق مسرحية « طرشاقة» التي عرضت في المسرح الوطني محيي الدين بشطاررزي بالجزائر العاصمة،  حيث تقاسم مع أسماء فنية كبيرة الخشبة، على غرار مصطفى لعريبي و حميد عاشوي و سميرة صحرواي و غيرهم.
  و من العاصمة توجه إلى مسرح سكيكدة، حيث  شارك في مسرحية  عنوانها  «ما بقات هدرة» مع المخرج محمد شرشال، و هو العرض، كما قال المتحدث، الذي نال جائزة أحسن عرض مسرحي سنة 2018 في مهرجان المسرح المحترف، و كذلك جائزة الجمهور  و كذا المرتبة الثانية  في مهرجان الهيئة العربية في تونس خلال نفس السنة.
هذه المحطات البارزة في مسيرة الممثل الصاعد ، لم تبعده عن ركح مسرح قسنطينة الجهوي، الذي كان شاهدا على بداياته، حيث كان والده المخرج كريم بودشيش، لا يبخل عليه بالتوجيه و المتابعة، حتى بطريقة غير مباشرة ، إلى أن قاسمه مؤخرا الخشبة في عرض «القربان الأخير لعروس المطر»،  بمناسبة احتفالية يناير ، و قال أسامة أن هذه التجربة ذات طعم مختلف عن سابقاتها، كيف لا و قد أتاحت له الفرصة للوقوف أمام مثله الأعلى في التمثيل، والده، الذي كان يشاهده منذ طفولته المبكرة يعتلي الركح  بهيبة و وقار.
السينما عشق من نوع خاص

رغم انشغاله بالتمثيل المسرحي،   الذي أحبه و  غادر من أجله مقاعد الدراسة، كما أكد للنصر، إلا أن السينما بالنسبة إليه، حب من نوع خاص، حيث كان أول ظهور سينمائي له من خلال فيلم « البوغي» للمخرج علي عيساوي ، بعد ذلك  شارك في فليم قصير بعنوان « الفصل الخاطئ» ،  يسلط الضوء على أحداث العشرية السوداء و الشباب المغرر بهم، و قد حاز على جائزة الجمهور.
قال أسامة بخصوص ظهوره في السينما، أنه منحه فرصة اكتشاف جوانب خفية في شخصيته كممثل، و فجر قدراته المكنونة، و فتح أمامه أبواب جديدة.
  و أتيحت له فرصة الظهور في عدة مسلسلات تلفزيونية من خلال أدوار مختلفة، أهمها مسلسل « الوداع الأخير» مع حسين ناصف، الذي بثه التليفزيون الجزائري، لكن ميولاته المسرحية، كما أكد لنا، غطت على حبه للسينما و بعدها التلفزيون ، مشيرا إلى أن اهتمامه منصب على صقل موهبته أكثر في مجال المسرح، و ذلك  من خلال المشاركة في دورات تكوينية و قراءة أبحاث، و الاحتكاك بأهل الركح.
و يتمنى أسامة أن يساهم الجيل الصاعد في الارتقاء من جديد بالمسرح، و الخروج به من المجال الضيق، إلى الأفق الواسع و تقديم المزيد من الإبداعات.
وهيبة عزيون 

الرجوع إلى الأعلى