نواصل تكوين دفعتين ومشروعنا القادم مدرسة للرقص الكوريغرافي والباليه
افتتحت قبل يومين مدرسة المسرح بقسنطينة، لإتمام تكوين طلبتها على يد أساتذة متخصصين، و تدارك التأخر الذي سجل في الموسم الفارط بسبب جائحة كورونا، مع الالتزام بكافة التدابير الوقائية من كوفيد 19، في حين لم يتمكن عدد كبير من الأطفال و الشبان من التسجيل للالتحاق بالمدرسة، نظرا لعدم توفر الأقسام و الإمكانات اللازمة، لاستقبال و تكوين دفعة جديدة هذا الموسم، كما قال مدير مدرسة المسرح بقسنطينة، المخرج و الممثل المسرحي صلاح الدين ميلاط في اتصال هاتفي بالنصر.
و أوضح ميلاط بأن جميع طلبة المدرسة من الدفعتين الأولى و الثانية،  كانوا في الموعد يحذوهم الحماس و الشغف بأبي الفنون، مشيرا إلى أن عددهم الإجمالي 90 طالبا من الجنسين من قسنطينة و الولايات المجاورة، تتراوح أعمارهم بين 06 و 30 عاما، حيث تتكون الدفعة الأولى من 40 طالبا، و الثانية من 50 طالبا، و تقسم كل دفعة إلى ثلاثة أفواج أصاغر و أشبال و أكابر، حسب أعمارهم، و يتم تكوين كل فوج في أقسام خاصة، بمقر مسرح قسنطينة الجهوي و قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة الذي خصص قاعتين لتدريس طلبة المدرسة، على يد فنانين ذوي خبرة و تجربة كبيرة و أساتذة متخصصين.
70 بالمئة من التكوين بالمدرسة تطبيقي ميداني
و أعرب المتحدث عن أسفه، لأنه لم يتمكن من تلبية طلبات عشرات الأطفال و الشبان و الشابات من قسنطينة و ولايات مجاورة، من أجل الالتحاق بالمدرسة، موضحا» بكل بساطة لا تملك المدرسة القاعات الكافية و لا الميزانية اللازمة من أجل تسجيل دفعة جديدة، لهذا سنؤجلها إلى أن تتحسن الظروف، كما أن عدم استقبال دفعة جديدة سيجنبنا الضغط و سنكرس كل جهودنا لتقديم تكوين نوعي راقي لطلبة الدفعتين الأولى و الثانية». و اعتبر الدفعتين بمثابة نواة لضمان توجيه و متابعة مسار و مستقبل الطلبة، وفق إستراتيجية مضبوطة لتوفير مناصب عمل لهم في مجال التمثيل، مشيرا إلى أن 70 بالمئة من التكوين الذي يتابعونه ميداني تطبيقي، و سيستفيدون بعد التخرج من تربصات قصيرة لمتابعة كل مستجدات المسرح.
و عن سؤالنا حول ميزانية المدرسة، رد ميلاط أن المسرح الجهوي لقسنطينة يوفر للمدرسة ميزانية و قاعات لتكوين طلبتها، كما تحظى بدعم كل من مديرية الثقافة لولاية قسنطينة و دار الثقافة مالك حداد.
بخصوص البرنامج الذي لم يكمل في الموسم الفارط بسبب تبعات جائحة كورونا و الحجر الصحي، ذكر المتحدث بأنه كان من المفروض أن تتخرج هذا الموسم الدفعة الأولى، لكن لا بد من مواصلة البرنامج و إذا وفق الأساتذة في ذلك في الصيف، فستتخرج هذه الدفعة و تنتقل الدفعة الثانية إلى السنة الثالثة من التكوين، و إلا ستتواصل الدراسة في سبتمبر المقبل، مشيرا إلى أن نفس أساتذة الموسم الماضي سيواصلون التدريس النظري و التطبيقي، مع إحضار آخرين جدد لدعم زملائهم أو تقديم مواد جديد، وقد تم إدراج مادة الرقص التعبيري هذا الموسم.  
تحضيرات لمشروع مكمّل لمدرسة المسرح
ذكر ميلاط بأنه يتم التحضير حاليا، بالتعاون مع لجنة الحفلات التابعة لبلدية قسنطينة، لمشروع مكمل لمدرسة المسرح، يتمثل في فتح مدرسة لتعليم الرقص الكوريغرافي و الكلاسيكي و الباليه.
بخصوص صلاح الدين ميلاط المخرج المسرحي، قال لنا أنه سيشرع قريبا في
مواصلة التدريبات على مسرحيته الجديدة الموجهة للأطفال و عنوانها «غيمة الأحلام» من إنتاج مسرح قسنطينة، مشيرا إلى أنها كانت جاهزة بنسبة 56 بالمئة، لكن جائحة كورونا كانت بالمرصاد، و فرضت حجرا صحيا طويلا، علق كل المشاريع،و لديه مشروع مسرحية أخرى موجهة أيضا للأطفال من إنتاج دار الثقافة مالك حداد، إلى جانب مساهمته في تكوين الأطفال الذين خصصت لهم الدار ورشة لتعلم أبجديات المسرح، إلى جانب زميله سرحان داودي.

و عن اهتمامه الكبير بمسرح الطفل، أوضح الفنان الشاب بأنه لاحظ بأن لهذا النوع من المسرح جمهور واسع و الطلب كبير عليه، بينما الأعمال قليلة، لهذا يحاول سد الفراغ بتكوين الأجيال الجديدة وفق مقاييس علمية و فنية ، و يسعى لمواصلة إثراء رصيده من الأعمال الموجهة للأطفال، خاصة و أنه، كما أكد، قريب جدا منهم، بحكم خبرته و احتكاكه الدائم بهم و تربيته لعدد منهم ، و بالتالي فهو مطلع على حالتهم النفسية و الوجدانية و يدرك بما يفكرون و يرغبون و يطمحون.                           إلهام طالب