أميل للنصوص الاجتماعية  والقضايا المسكوت عنها
ربطت الكاتبة سارة بوخاري علاقة حميمة بالفن و هي طفلة، و اكتشفت تمتعها بعدة مواهب و هي شابة، فسعت لتجسيدها، بدءا بالانطلاق في كتابة نصوص مسرحية حظيت بإعجاب أهل الاختصاص، حيث عبرت عن حبها للمرأة ، و أنصفتها عبر نص “ميم”، و حزت في نفسها معاناة ضحايا التفكك الأسري فكتبت “المرأة الثانية”، و واصلت مسيرتها بعزم و إصرار، و هي تحضر حاليا سيناريو مسلسل جزائري تتمنى أن تغني مقدمته.
تحدثت ابنة برج بوعريريج عن نفسها و مسارها قائلة “أنا شابة من ولاية برج بوعريريج، درست إعلام و اتصال بجامعة سطيف، بدأت تعلم الموسيقى و أنا في الرابعة من عمري ضمن مجموعة موسيقية، و اكتشفت رغبتي في التأليف الموسيقي، ثم جذبتني الكتابة، بدأت فعلا بنشاطات بالجامعة في تخصص المونولوغ و كتبت بعض النصوص المسرحية، ما فتح لي الأبواب للمشاركة في عدة مسابقات عبر الوطن، مثل مسابقة “الفوارة شو” التي فزت فيها بالمرتبة الثالثة، و مسابقة “سيرتا شو” التي نلت فيها المرتبة الثانية، هذه المنافسات فتحت لي أبواب التخصص، و وجدت نفسي أكتب نصا مسرحيا بعنوان “ميم”مقتبس من مؤلف لنجيب محفوظ ، و منه كانت الانطلاقة الفعلية لعدة أعمال، كـ”تفاحة حواء”، “المايدة” و غيرهما”.
و أكدت المتحدثة أن المسرح مدرسة و هو الانطلاقة الفعلية لأي فنان، و قد وجدته فاتحا ذراعيه لاحتوائها، فمن السهل أن تغني، كما قالت، لكن المسرح يصنع الفنان في كل التخصصات، لأن الفنان المسرحي كل متكامل.
و اعترفت سارة بوخاري أن العائق الوحيد في عملها ، أنها جد كسولة في الكتابة و مزاجية، و تنتقد نفسها كثيرا، مشيرة إلى أن كلمة “يجب” غير موجودة في قاموسها ، و لو استغرقت 10 سنوات، في كتابة نص واحد.
في ما يتعلق بالاعتماد على اقتباسات من أعمال عالمية، قالت المتحدثة،إن بالجزائر يوجد ثلاثة أصناف من كتاب النصوص المسرحية، هناك من يهرب للاقتباس بحثا عن التعلم و أخذ أساسيات الكتابة منه، و فئة أخرى تفضله بسبب الكسل، أما الفئة الثالثة فتلجأ للاقتباس بهدف التباهي و التفاخر بالكتابة لأسماء عالمية كبيرة كشكسبير مثلا، اعتقادا منها أن من يقوم بذلك يصنف ضمن النخبة المثقفة، بينما المجتمع الجزائري ثري بالمواضيع التي يمكن طرحها على المسرح.
مشروعي الجديد سيناريو مسلسل تليفزيوني
و عن سبب تأخر عرض مسرحية “المرأة الثانية” التي كتبت نصها في سنة 2017 ، و أعلنت أن المخرج إدريس بن شرنين سيجسده في المسرح سنة 2018، ردت سارة بوخاري، أن المخرج اقترح بعض التغييرات على النص، و بعد ذلك نشر مسرح العلمة إعلانا للبحث عن نصوص مسرحية لينتجها، فشاركت بنص “المرأة الثانية” ،رغم أن لديها نصوصا أخرى، و تم قبوله، و سيقدم عن قريب بمسرح العلمة.
و أردفت الكاتبة “ نص “ المرأة الثانية” يوحي بأنه يعالج قصة الزوجة الثانية، لكن الجمهور سيكتشف أنه جزء من المسرحية أو القصة الثانية في النص، و المرأة الثانية التي يدل عليها العنوان، هي ابنة رجل سافر و ورثت منه حب الغناء و التمثيل و تكفلت والدتها برعايتها، و بعد مرور سنوات تبين أن الأب الذي اعتقدت أنه سافر للعمل، تزوج للمرة الثانية، ما أحدث صدمة في نفس الطفلة التي اكتشفت أن معلمتها في اللغة العربية في الصف الابتدائي هي زوجة والدها الثانية. الأم طلبت من ابنتها أن تدرس اللغة العربية و أن تصبح نسخة من معلمة الفرنسية، الزوجة الثانية لوالدها، لتحظى بحياة أفضل، لكن الابنة أحبت رجلا متزوجا و انتقمت من واقعها بطريقتها، و هو ما تجسده شخصية حيزية، بطلة المسرحية التي جسدت دورا حقيقيا و دورا آخر “داخليا” لشخصية حيزية”.
“المايدة” يناقش الصراعات الأسرية
و بخصوص نص “المايدة” الذي تمت مناقشته في اللقاءات الافتراضية للمسرح الوطني محي الدين بشطارزي ، قالت الكاتبة أنه يسرد قصة عائلة جزائرية بسيطة متكونة من أم و ابنيها المتزوجين و الأخ الأكبر و زوجته اللذين يتحكمان في العائلة و الأخ الثاني و يلقب المتخلف و زوجته فايقة، و يناقش الصراعات داخل الأسرة الجزائرية ، و هي مسرحية رمزية ذات دلالات كبيرة، حسب المتحدثة، مشيرة إلى أنها قدمته في المسرح بطلب من الكاتب و الإعلامي عبد الرزاق بوكبة، و شاركت به في مسابقة جائزة محمد بن قطاف و نال إعجاب لجنة التحكيم التي طرحت فكرة مناقشته على المسرح الوطني، فكان النقاش راقيا.
و ذكرت أنها تحب النصوص الاجتماعية و الدرامية و تسليط الضوء على قضايا المرأة و كل المسائل المسكوت عنها.
بخصوص مشاريعها، قالت المتحدثة أنها تحضر حاليا سيناريو مسلسل تليفزيوني، بمعية زوجها الفنان هشام قرقاح، الذي تعتبره عرابها ، و لا تخطو أي خطوة دونه، لأنه أضاف لها الكثير من خبرته كممثل.
كما أنها منهمكة في كتابة نص “وان مان شو” بعنوان “باروداج” سيقدمه زوجها على المسرح، إلى جانب رواية عنوانها “أول نوفمبر ليلة اندلاع حب”.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى