قدم أول أمس الأديب محمد رابحي، في افتتاح الطبعة الثانية للملتقى الوطني الأدبي أحمد رضا حوحو، الذي نظم بدار الثقافة مالك حداد في قسنطينة، محاضرة عنوانها  «أحمد رضا حوحو في وسطه الأدبي»،  استقرأ من خلالها الحياة الأدبية لهذا المفكر الذي  ارتبط اسمه  بالكتابة  المسرحية  خلال أربعينيات القرن الماضي ، فكان رائدا في الممارسة الركحية في زمن كان هذا النوع من الكتابات غير موجود.
أما أدبيا، فلا توجد أية بحوث أو دراسات حول الحياة الأدبية للمفكر و رائد القصة القصيرة ، خاصة أنه لم يكن من  هواة كتابة اليوميات و المذكرات، كما قال رابحي .
و أضاف المحاضر أن أحمد رضا حوحو،  قام بدور الصحفي  داخل وسطه الأدبي،  في ظل غياب الصحافة الثقافية آنذاك ، حيث قدم كتابات إبداعية  و سلسلة مقالات بعنوان « الميزان» في منتصف الخمسينيات، حول عدة شخصيات من جمعية العلماء المسلمين،  تحديا للشعراء و المفكرين ، و كان يحلل شخصياتهم و يعالجها  بنوع من الطرافة ، فنجح في المزاوجة بين المفهوم الأدبي و الكتابة عن الشخوص، بتسليط الضوء على  يومياتهم و شخصياتهم.
كما كتب مقالات عالج وحلل فيها آراء و توجهات  كتاب و أدباء  من المشرق،  كان متأثرا بهم و بتوجهاتهم الفكرية ، و كان مؤمنا بأن الكتابة جوهرها نضالي يعكسه  الإيمان بأفكار و الدفاع باستماتة عنها، و كثيرا ما كان يستذكر الأدباء  في كل كتاباته القصصية ،على غرار « صاحبة الوحي» و « نماذج بشرية»، حتى لو اقتصر الأمر على الإهداء.
و كان إنسانا تفاعليا في مجتمعه، يرصد و يحلل العلاقات الإنسانية و يستوحي أبطال نصوصه من الواقع الحي،  و  يترصد يومياتهم بدقة كبيرة و يذكر تفاصيل حياتهم و ملامحهم، تحديدا الأدباء الذين كان يجالسهم و يقاسمهم يومياتهم .  
و عرفت الطبعة الثانية للملتقى الأدبي الوطني أحمد رضا حوحو التي نظمت يومي 22 و 23 فيفري الجاري، بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، مشاركة كتاب و مفكرين من عدة ولايات ، و تخللتها    قراءات و أمسيات شعرية  و محاضرات أدبية، تناولت  حياة  الأديب و مساره الفكري و الأدبي   ، و أبرزت   رمزية الوطن  و دور المثقف في بناء اللحمة الوطنية ، إلى جانب تقديم وصلات موسيقية تراثية و تنظيم معرض لفن الكاريكاتور  و ورشات تكوينية ، و جلسات بيع بالتوقيع لمجموعة من الإصدارات الأدبية.        وهيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى