كشف رئيس مصلحة التراث الثقافي بمديرية الثقافة و الفنون لولاية ميلة، أنه تم إنجاز الخرائط الأثرية لـ 14 بلدية بالولاية، و تم تحديد المواقع الأثرية فيها باستخدام الإحداثيات الجغرافية الحديثة.
العملية ، كما أكد، مستمرة، لتشمل كل المواقع  المنتشرة عبر بلديات الولاية 32 ، معتبرا ميلة ولاية رائدة في مجال التراث الثقافي، من خلال حيازتها ، حسب الإحصاء العام الموجود على مستوى المديرية، لأكثر من 400  ممتلكا ثقافيا ، 5 منها ذات تصنيف وطني،  و 7 مسجلة في قائمة الجرد الإضافي، وجميعها تتمتع بالحماية ، و بقية الممتلكات محصاة في قائمة الجرد الثقافي ومحددة على الخريطة الأثرية بالولاية .
المصدر، قال في تصريح للنصر، أنه تم اكتشاف خلال السنة الماضية، سبعة مواقع جديدة،  مع استرجاع 1113 قطعة ذات قيمة تاريخية وأثرية، فيما تم اكتشاف 4 مواقع جديدة خلال السنة التي سبقتها، كما اكتشف أول موقع خلال السنة الجارية بمشتة الطين، ببلدية تاجنانت.
علما و أنه منذ سنة 2004  عرفت ميلة اكتشاف  52 موقعا أثريا، أغلبها آثار رومانية أو مقابر جنائزية، و اكتشافها كثيرا ما كان بصورة عفوية، حيث تظهر معالمها للعيان نتيجة أعمال الحفر الخاصة بإنجاز مختلف مشاريع التنمية ، كما حصل مع أهم اكتشاف بالولاية  سنة 2013 ، و هو موقع فرضوة ببلدية سيدي مروان، و هو عبارة عن مزرعة تشكل امتدادا لمدينة ميلة.
الموقع الأثري ظهر نتيجة أشغال إنجاز مجمع سكني لديوان الترقية والتسيير العقاري، فتوقفت أشغال إنجاز السكنات بأرضية الموقع الذي خضع لثلاث حفريات، من قبل المركز الوطني للآثار،  قصد تثمين المكان ودمجه في التنمية وهو موجود  حاليا وسط المجمعات السكنية ، دون أن يمسه السكان لحد الساعة بسوء، كما ظهرت مواقع أخرى بالولاية نتيجة الحفريات التي يقوم بها بعض الأشخاص بصفة غير قانونية، بحثا عن خبايا الأرض الثمينة.
السيد لزغد شيابة،  تأسف  لما سماه بالإحساس بتهميش إدارة قطاع الثقافة التي كان يتم إشراكها، طبقا لما تنص عليه قوانين البناء والتعمير،  في إبداء الرأي أثناء عمليات إعداد مخططات التهيئة و التوجيه العمراني ، حتى تنبه إلى المواقع التي يشملها المخطط وبالتالي الحفاظ على هذه المواقع وعدم التعرض لها بسوء  ، غير أنه في السنوات الأخيرة لوحظ  عدم العودة لإدارة قطاع الثقافة في ولاية أثرية بامتياز ، للأخذ برأيها أثناء إنجاز المخططات، أو القيام بالأشغال.
 الأمر الذي تسبب في إلحاق الضرر بمكونات بعض المواقع الأثرية ، التي تمثل هوية المنطقة والبلد، وكذا أصالة المجتمع الجزائري قبل أن تتدخل المديرية لإجراء المعاينة واتخاذ الإجراءات الاستعجالية اللازمة لحماية الموقع وإعداد الملف التقني له.
يذكر أن الاكتشافات المسجلة خلال السنة الماضية، تتمثل في بقايا بنايات قديمة، أحجار مصقولة، قطع فخارية ، و لوحة فسيفسائية، تم العثور عليها بأحد المواقع الخاصة ببلدية حمالة. و بمنطقة ذراع الشمس ببلدية عين البيضاء أحريش، تم العثور على تابوتين حجريين يعودان إلى الحقبة الرومانية وجدت بمحاذاتهما بقايا فخارية وعظام بشرية.
 أما بموقع بوتخماتن، ببلدية المشيرة، فعثر على عدد معتبر من عناصر العمارة القديمة ، كما عثر ببلدية يحيى  بني قشة على رواق حجري تحت الأرض، يحتمل أنه مقبرة للدفن، بالنظر للبقايا العظمية الموجودة بداخله.
وعثر بمشتة أكديان، ببلدية تسدان حدادة ،على بقايا بنايات قديمة، حجارة مصقولة، قطع فخارية مختلفة ، أعمدة وتيجان معمارية ، مع معصرة للزيتون، و مضاد للثقل، فيما عثر بمنطقة بوليفان ببلدية العياضي بارباس، على آثار بناية قديمة مع جزء سفلي لمطحنة حبوب ، قطع فخار و  قرميد يحتمل أنه يعود إلى الحقبة الرومانية.
 و خلال زلزال السابع أوت الماضي، برزت ببلدية ميلة و بالضبط بمنطقة بوالرقايد، بقايا بناية مستثمرة فلاحية قديمة ، و فاتحة هذه السنة كانت اكتشاف بمشتة الطين، ببلدية تاجنانت، لهيكل عظمي بشري و بقايا أثرية .
إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى