أكدت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، أمس السبت، أن العلاقة بين القطاعين العمومي والخاص في المجال الثقافي متكاملة ومفصلية، لأن كل المشاريع وطنية وفي خدمة المواطن الجزائري وتندرج في إطار إستراتيجية الاستثمار الاقتصادي التي باشرتها الوزارة، مشيرة أن وهران ستكون نموذجا حقيقيا للثقافة في الجزائر ولهذه الشراكة في انتظار تعميمها عبر التراب الوطني.
وأوضحت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة أمس في ندوة صحفية على هامش زيارتها لوهران، أن الاستثمار الثقافي الاقتصادي في الجزائر، يجب أن يكون شأنا عاما يحمله المستثمرون والمواطنون وكذا الفنانون، بما يمكن كل الجزائريين من حق الاستهلاك الثقافي، مؤكدة بأن الوزارة رافقت وسترافق المستثمرين الخواص دون طابوهات من أجل تجسيد مشاريعهم، خاصة وأنها اكتشفت في المشاريع التي زارتها أمس، مثل ما أضافت، أنها مشاريع تقريبا 100 بالمائة جزائرية انطلاقا من الكفاءات والمهارات، فضلا عن الجانب التقني والتجهيزات والتسيير وغيرها، ومن هذا المسار، دعت الوزيرة المستثمرين الخواص للعب دور حقيقي في تفعيل النشاط الثقافي.
وقالت بن دودة بأن دائرتها الوزارية رافقت أول مشروع لمسرح خاص في الجزائر والذي تم تدشينه أمس بوهران، و اعتبرت أنه أول نمودج للشراكة بين القطاعين العمومي والخاص في هذا المجال، وكشفت أنه يوجد حاليا مشروع لـ 10 قاعات مسرح خاصة على مستوى الفنادق عبر الوطن، ومنها مشروع مسرح تمنراست الذي سيتم تدشينه قبل نهاية مارس الجاري.
و  في ما يتعلق بمسرح «النملة»، الذي دشن بوهران، فهو يتسع لـ 120 متفرجا من جمهور الفن الرابع الذي سيكون على موعد مع بداية العروض في سبتمبر القادم، إذا سمحت به الظروف الصحية في ظل انتشار الوباء، حسب تصريحات صاحب المشروع المستثمر محمد عفان، الذي أكد بأنه أطلق على المشروع تسمية «النملة» لتكون تسمية مميزة ودالة على أن هذه القاعة ماهي إلا بداية لمشاريع أخرى ستتجسد تدريجيا، وفضل صاحب المشروع أن يكون بجانب قاعة العرض مقهى ثقافي يجتمع فيه أهل الفن ويكون فضاء لنقاشات ولقاءات تجمع مختلف الفاعلين في المجال الثقافي والفني وبيع كتب ومعارض فنية، وتم خلال حفل التدشين تقديم عرض مسرحي للدمى المتحركة «الماريونيت» التي جسدت مختلف مناطق الوطن من خلال الرقصات الفلكلورية التي رافقتها، كما استمتع الحضور بمعرض للفن التشكيلي بالمقهى الثقافي.
من جانب آخر، أبرزت الوزيرة أنه في المجال السينمائي تم إحصاء 80 قاعة سينما عبر التراب الوطني ستدرج ضمن هذه الإستراتيجية والعلاقة الثنائية «عمومي-خواص» وفق دفتر شروط محدد يفتح المجال للشباب لإطلاق العنان لمواهبهم، وكانت أول محطة للوفد الوزاري بالمركز التجاري السانيا أين استعرضت الوزيرة مختلف تفاصيل مشروع «مجموعة قاعات سينما» وهو استثمار خاص لشباب بدؤوا مشوارهم في السمعي البصري منذ 12 سنة بفضل دعم الدولة في إطار «أونساج»، واليوم تشغل المؤسسة المصغرة 16 عاملا دائما والعشرات من الشباب في مناصب غير دائمة حسب التظاهرات والمشاريع، ووعدت الوزيرة صاحب المشروع بدعمه ماديا من أجل إنهاء مجموعة القاعات السينمائية، بالمقابل ستستفيد الوزارة من خبرة وكفاءة أصحاب المشروع.
وقالت الوزيرة أن إستراتيجية الوزارة الخاصة بالعمل على الجانب الاقتصادي والشراكة «عمومي- خواص» ستسمح بتجاوز الإشكال المالي و شح الموارد المادية، وتجسيد المشاريع والبرامج للنهوض بالقطاع الثقافي ببلادنا.
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى