وقّعت مساء أمس الكاتبة مليكة شيتور داودي روايتها الأولى «لا كافرادو»، بمكتبة ميديا بولس بوسط مدينة قسنطينة، و تحدثت عن روايتها التي تسرد قصة سيدتين من قارتين مختلفتين، تفران من ماض أليم إلى الجزائر، للبحث عن مستقبل أجمل، في أرض تدر ذهبا، فتسعيان لتحقيق مشروعهما الاستيطاني، فتواجهان في تجسيده عقبات غير متوقعة.
سلطت مليكة شيتور داودي، و هي مختصة في تركيب النظارات الطبية، الضوء، خلال جلسة بيع بالتوقيع احتضنتها مكتبة ميديا بلوس، عن أول تجربة لها في مجال الكتابة، قائلة بأنها نسجت خيوط الرواية منذ مدة طويلة و ظلت أحداثها تتشكل في مخيلتها و وضعتها في قالب مشوق دون أن تكتب حرفا واحدا، ثم أطلقت العنان لقلمها و شرعت في كتابة تفاصيل الرواية التي تحمل رسائل عديدة. و قالت الكاتبة بأنها اختارت عنوان «لا كافرادو» لأول إصدار لها ، و كتبته باللغة الفرنسية في 206 صفحة، بأسلوب بسيط جدا و مرادفات سهلة، ليتمكن القراء من مختلف الفئات العمرية من الاستمتاع بقراءة تفاصيل القصة المشوقة التي تسافر بهم عبر القارات.
الكاتبة اختارت لأحداث روايتها القرن 19، و بالضبط سنة 1862 ، خلال الاستعمار الفرنسي للجزائر، لتروي قصة النزوح الأوروبي إلى شمال إفريقيا، من حكاية سيدتين من قارتين مختلفتين، هما الإيطالية فرانشيسكا  و دوراطو و هي ذات أصول إفريقية، و كانتا تقطنان في منطقة واحدة هي صقلية بإيطاليا، و قررتا الهجرة إلى الجزائر، هروبا من الواقع الأليم الذي كانتا تعيشانه، و البحث عن مستقبل أجمل في الجزائر، البلد الذي كانتا تعتبرانه جنة لتحقيق الأحلام.و عندما وصلتا إلى ميناء عنابة على متن باخرة،  اختارتا الإقامة بمنطقة بونة بولاية عنابة لتجسيد مشروعهما الفلاحي، فاستوليتا على قطعة أرض  فلاحية، و أطلقت فرانشيسكا اسم
«لا كافرادو» على مزرعتهما، و  شرعتا  في  تجسيد مخططهما و أدارتا ظهريهما للماضي الأليم، لكنهما اكتشفتا لاحقا واقعا يختلف عن الذي رسمتاه في ذهنيهما.
السيدتان لم تتمكنا من تجسيد مشروعهما الاستيطاني بسهولة، فقد رفض أصحاب الأرض التخلي عن أي شبر من تراب بلدهم، ودافعوا  ببسالة عن ممتلكاتهم، و أبرزت الكاتبة في هذا الشق، شجاعة و تضحيات أبناء المنطقة من أجل المحافظة على أرضهم التي تروي تاريخ عريق  و حضارات تعاقبت على المنطقة .
و أكدت الكاتبة في حديثها للنصر، بأن الرواية أول إصدار لها، اقتحمت من خلالها عالم الكتابة، و وعدت بإصدارات أخرى قريبا.
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى