تدعم أمس قطاع الثقافة لولاية قسنطينة بالصرح الثقافي «المدرسة» الذي كان مغلقا طيلة سنوات، و افتتح صباح أمس و أطلق عليه تسمية «دار الإبداع»، و يضم مدارس للتكوين في مختلف الفنون الموسيقية و المسرحية و التشكيلية، بالإضافة إلى ورشات للأطفال و الشباب، كما يحتوي على جناح «دار زمان» الذي يجسد ديكور القعدة القسنطينية التقليدية، و معرض تراثي لتقطير الورد و الزهر، تحت شعار «ربيع سيرتا»، و تم بالمناسبة تكريم فنانين قسنطينيين غادرونا إلى دار الخلد.
في إطار الاحتفالات السنوية بربيع سيرتا، أشرف والي الولاية أحمد عبد الحفيظ ساسي، الذي كان مرفقا بالسلطات المحلية و العسكرية، على تدشين الصرح الثقافي الذي كان يحمل اسم «المدرسة» سابقا، قبل أن يغلق و يخضع لأشغال ترميم في إطار قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، و اختير له اسم « دار الإبداع» و أسند تسييره لدار الثقافة مالك حداد.
و تم بالمناسبة افتتاح بذات الصرح مدارس للتكوين في مختلف الفنون، حملت أسماء قامات فنية تركت بصمتها في الساحة الفنية و غادرتنا إلى دار الخلد، حيث افتتحت مدرسة  للتكوين في فن العيساوة، أطلق عليها اسم عملاق هذا الطابع زين الدين بن عبد الله، بحضور أرملته التي قدمت للحضور كتابا ألفه الراحل حول نوبات العيساوة، و أوصى بعدم بيعه و توزيعه مجانا على المهتمين بهذا التراث.
و تم أيضا افتتاح مدرسة خاصة بتعليم أصول فن المالوف، أطلق عليها اسم الراحل قدور درسوني، و عين على رأسها الفنان حسان برامكي، باعتباره أحد تلاميذ الفقيد، و سيشرف على تعليم عشاق هذا الطابع، من بينهم فئة الأطفال الصغار.
كما تم تدشين  بدار الإبداع، مدارس فنية أخرى، إحداها لتعليم فن المسرح أطلق عليها اسم الراحل عبد الحميد حباطي و سيشرف على تسييرها الفنان نور الدين بشكري، كما تم تخصيص مدرسة للفنون التشكيلية باسم الراحل عمار علالوش  .
الدار تحتضن تظاهرة « قعدتنا قسنطينية» في رمضان
و تضم دار الإبداع جناحا دائما سيكون مفتوحا على مدار العام للزوار، أطلق عليه اسم «دار زمان» يجسد ديكور البيت القسنطيني الأصيل ،  كما يحتوي على ورشات فنية تكوينية لفئتي الأطفال و الشباب ، في مجال المطالعة و الرسم و الموسيقى، و تم تدشين هذه المرافق من قبل والي الولاية الذي أشرف على عملية غرس شجيرتي ورد و زهر بحديقة دار الإبداع المطلة على وادي الرمال، و المدينة القديمة. و أكدت مديرة المنشأة، أميرة دليو، أنها ستشرف على تهيئة الحديقة، من أجل تنظيم سهرات فنية في الهواء الطلق، و قالت في حديثها للنصر على هامش حفل الافتتاح،  بأن هذا الصرح الثقافي الذي يعد تحفة معمارية تروي ذاكرة قسنطينة و تاريخها العريق، و أعيد بعثه تحت اسم جديد، سيعرف تنظيم جلسات أدبية و لقاءات شعرية و معارض تراثية، تبرز إبداعات حرفيي و حرفيات المدينة، مع تخصيص قاعة للمطالعة للباحثين و أخرى مخصصة للأطفال ، مشيرة إلى أنه تم إبرام اتفاقية مع جمعية الوفاء لذوي الصعوبات الذهنية، من أجل الاستفادة من تكوين في الفن التشكيلي و الموسيقى و المسرح، كما ستحتضن الدار خلال شهر رمضان تظاهرة « قعدتنا قسنطينية» التي ستنقل مباشرة على التلفزيون الجزائري، وسط ديكور قسنطيني أصيل.
كما تم بالمناسبة افتتاح معرض تراثي خاص بعيد المدينة السنوي لتقطير الورد و الزهر، حمل في طبعته لهذا الموسم اسم الفقيدة «ما ياسمينة» ، الملقبة بملكة القطار و سيدة الزهر و الورد، و شاركت نحو أربع حرفيات  في المعرض بتقطير النباتات العطرية ببهو دار الإبداع،  كما أبرزن أحد تقاليد المدينة الثقافية و هو الصينية القسنطينية المزينة بمختلف الحلويات التقليدية و أنواع المربى التي تحضر في هذا الموسم.
و أوضحت المشاركة ساندرا بودراع في حديثها للنصر،  بأنها تحرص على إحياء هذه العادة و نقلها للأجيال الجديدة، حيث تقوم بتقطير الورد و الزهر ، و تزين الصينية بأنواع من الحلوى التقليدية التي تحضر خصيصا لإحياء هذه المناسبة، كالطمينة البيضاء و غيرها من الحلويات، بالإضافة إلى مربى الورد و الزهر و الآرنج و البرتقال و غيرها.
و أشرف والي الولاية في ختام الحفل على  تكريم الفنانين قدور درسوني الذي كون أجيالا في فن المالوف، و فنان العيساوة زين الدين بن عبد الله، و فنانة طابعي البنوتات و الفقيرات الفقيدة «ما زلوخة الفرقاني»، والدة الفنان زين الدين بوشعالة.
 و كرم أيضا كل من الفنان التشكيلي الراحل عمار علالوش و الفنان المسرحي عبد الحميد حباطي، و استلمت التكريمات عائلاتهم أو ممثليها، كما حظيت بالتكريم  أستاذة التراث غير المادي حليمة علي خوجة التي تعاني من مرض ألزمها الفراش،  كما تم تكريم الأديب و الشاعر الشاب مصعب تقي الدين، و الشاعر الحاصل على جائزة عبد الحميد بن باديس في طبعتها الأولى في مجال الرواية شوقي ريغي.
و اختتم حفل التكريم الفنان شمس الدين جباسي بتقديم قصيدة سيسجلها بطابع المالوف قريبا، إلى جانب المنشد عبد الجليل أخروف.
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى